![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2024/06/IMG-20240525-WA00281-780x470.jpg)
اِفْتخرْ بأنك ساويْت بين الفقير والعاطل ومتوسط الحال والموظف في الحرمان والعجز عن الحصول على الأضحية.. لقد وصل السكين إلى عظمنا ولم يصل عنق الخروف!
لم تبق سوى ساعات عن عيد الأضحى وما زلت أمني النفس بمعجزة وأن أحصل على أضحية تليق بهذا اليوم المبارك، وكلما اقتربت ساعة التكبير ابتعدت المعجزة وابتعد معها العيد والبسمة والخروف.
ومثلي كثيرون يحلمون بالمعجزة ذاتها لعلهم يشترون أضحية تليق بمعتقداتنا الروحية النبيلة وتليق بأسرهم البسيطة وتحفظ لهم ماء الوجه «أمام الجيران والأهل والأصدقاء.. هيهات السيد رئيس الحكومة!
السيد رئيس الحكومة، أعرف أنك لا تعرف ما معنى الحرقة وأنت تتألم في لحظة فرح يشارك فيها ملياري مسلم من كل أنحاء العالم
أما أنا فأعرفها وأعرف بأنني لست المغربي الوحيد الذي حرمته سياستك وشناقوك وسماسرتك من العيد الأكبر
وأعرف، فوق ذاك بأنك لا تتألم وأنت تحرمنا من بركة الأضحية وتوابها
وأنت تعزلنا عن ملياري مسلم في العالم، وأنت الوحيد من بين رؤساء الحكومة ربما الذي يتركنا ننظر إلى الأكباش وبدون أن نقدر على الحصول عليها!
وهي المرة الأولى في تاريخي وتاريخ أمثالي السيد رئيس الحكومة،
سمعناك تتحدث في الشاشات وعلى الأثير
وسمعنا وزراءك وهم يتفاخرون بأنهم قدموا المال الكثير للدعم، وكأنهم يتكلمون عن عالم آخر لا نعرفه:
قالوا: إنهم أعطوا 500درهم لكل أضحية
والحققية الوحيدة التي رأيناها بأم أعيننا ووجدناها في كل الأسواق، هي أن الثمن ارتفع هاته السنة بما يضاعف الدعم أربع مرات
ولعلها أربع مرات عن الثمن في العيد السابق، علما أنهما معا كانا مرتفعْين
قال وزراؤك إنهم أعفوا الفلاحين من الضريبة على الأعلاف
ووزعوا 5 ملايين قنطار من الشعير وثلاثة من الأعلاف المركبة ومليون قنطار من الأسمدة.. وما كانت النتيجة وراء هذا الكلام المطلوق على عواهنه؟
الغلاء والغلاء والغلاء…
قال الوزراء إنكم علقتم دفع رسم استيراد 200 ألف رأس..
وما كان سوى أننا داخت رؤوسنا في البحث عن هاته الأضحيات التي في المتناول كما يقول وزراؤكم في كل مناسبة!
هل كان عليكم أن تجمعوا الأموال التي دفعتم لكبار المستوردين وأغلبهم من جماعتكم السياسة أو من طبقتكم الاجتماعية من جيبي وجيوب أمثالي من المواطنين؟..
السؤال من عندي ومن عندك الجواب إذا شئت أو الصمت!
لقد رأينا السيد رئيس الحكومة كيف يكون قلبكم مع الشعب في البرلمان والإعلام وكيف تكون سيوفكم مع الشناقة والسماسرة وكبار المستوردين.
اااه سيدي الرئيس ااااه، لو أن الأعياد تكون فقط أيام المواسم الانتخابية آآآآه: لكنت«جدتم» علينا بالأكباش من كل الفصائل..
السيد رئيس الحكومة منحتم الدعم مما جمعتموه من ضرائب منا
واستفاد الكبار في حين تعودون إلينا لكي ندفع لكم ما أصابوه من المال العام!
لم يصل الدعم ووصل السعير في الأسعار
وها هو الغلاء يتجول باسما في أوساط الباعة والمشترين
في حين يهرب المواطنون مثلي إلى بيوتهم يغمرهم العار والخجل أمام الأبناء..
لا أعرف السيد رئيس الحكومة هل تسمع هذه الصرخة
لا أعرف هل تشعر بالخجل أمام الله وقد حرمت عبدا من عباده من حقه في الإحتفال بالأضحية
وتحرمه من جلسات العائلة وتخزيه أمام الناس!
السيد الرئيس أنا من الذين صدقوك
صدقوك أولا عندما رأيت فيك الرجل الناجح الذي ستستفيد بلاده من مهارته ويستفيد الشعب من نجاحه، لكن الذي حصل هو أنك زدت الفقير فقرا والغني غنى.. وأنا من صدق أنك خير من سيجعل الدولة تساعد الضعفاء وأنك أمين على خطة ملك البلاد في حماية الفئات الضعيفة من غول المتنمرين والمتربصين ومن هشاشات لا تحتمل في يوم عيد..
وها قد خبت للمرة الألف من سياستك ويئست فعلا من كل أمل فيها، بعد أن جربت وجرب من هم مثلي الحرمان في أفضل يوم عند الحنفاء المسلمين!
هل تعلم ما الذي يواسيني ويواسي من هم في مثل وضعي؟
إنهم الموظفون والأجراء ومتوسطو الحال الذين يدخلون الرحبة ويخرجون مثلي ومثل أشباهي بلا خروف يجرونه إلى بيوتهم؟
إنه تعميم الحرمان أيها الرئيس.
ولك أن تفتخر بأنك ساويت بيننا جميعا في الرهبة من العيد ومن الأضحيات
وساويت بيننا في الشعور بالغضب
وساويت بيننا في عدم الثقة فيك وفي من هم معك..!
اُخْطب كثيرا ولا تتوقف عن الهدير، فلن نصدقك بعد أن وصل السكين إلى عظمنا ولم يصل عنق الخروف!