رداً على خالد مشعل.. صحيفة العرب اللّندنية تتفاعل مع هشتاغ “المغاربة لا يخاطبهم إلا ملكهم”
تفاعلت صحيفة العرب اللندنية، اليوم الأربعاء، مع تصدُّر هاشتاغ أطلقه المغاربة التراند على منصة “إكس” “المغاربة لا_يخاطبهم_إلا_ملكهم”، وذلك رفضا لتدخل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في السياسة الخارجية للمغرب بالمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن خطاب مشعل لم يمر مرور الكرام لدى المغاربة الذين أعربوا عن رفضهم للتدخل “السافر” في الشؤون الداخلية وتجاوز القيادة المغربية. وانتقدوا حزب العدالة والتنمية الذي استضافه.
ونقلت الصحيفة تفاعل المغاربة مع تصريح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، مشددا على أن حزب العدالة والتنمية لا يميز بين الفلسطينيين، وأنه يدعم وحدة الشعب الفلسطيني. وسخر معلقون من الصراخ في القاعة “الشعب يريد إسقاط التطبيع”! وتساءلوا “أي شعب يقصدون.. ذلك الذي أسقطهم في الانتخابات؟”.
وحسب ذات المصدر، اعتبر معلقون أن بنكيران وأعضاء حزبه يركبون على الحدث للعودة إلى الواجهة السياسية بعدما أصبحوا “نسيا منسيا”. وانتقدوا صمت بنكيران في حضرة خالد مشعل الذي رد جميل استضافته بالتحريض والتأليب.
وانتقد معلقون تطرف بنكيران بقوله “اليهود بُلداء، أعداء للذين آمنوا، لعنهم الله وفرض عليهم الذّلة منذ 2000 عام”، متسائلين “هل بمثل هذا الكلام المتطرف سيخدم عبدالإله بنكيران مصالح القضية الفلسطينية؟ ومصالح الشعب والأمة المغربية المتسامحة؟”. كما هاجم العديد من المتابعين حركة التوحيد والإصلاح التي استضافت مشعل.
واستعرضت الصحيفة تفاعلات المغاربة مع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجهت إيمان اليعقوبي، البرلمانية السابقة في صفوف حزب العدالة والتنمية، سهامها صوب عبدالإله بنكيران، معبرة عن رفضها لسياسة “استبدال الأقنعة” التي ينتهجها.
وكتبت في تدوينة على فيسبوك “غداة الاتفاق الثلاثي الذي وقعه المغرب، خرج بنكيران لعموم شباب العدالة والتنمية يقول لهم بالحرف: حنا ما كا نلعبوش مع سيدنا (نحن لا نلعب مع سيدنا) وأخذ يدافع عن سعد الدين العثماني (الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة سابقا)… الآن يتحدث عن أن العدالة والتنمية ارتكب خطأ”.
وأضافت البرلمانية السابقة “إلى متى سيواصل بنكيران المتاجرة بإخوانه لتصفية حسابات لحد الآن لا يعلمها الكثيرون مثلي ولا أحد قادر على أن يفهم مصدرها؟ وإلى أي حد يمكن أن تصل هذه الحسابات حتى يستغل القضية الفلسطينية لهذا الأمر؟ بل ويتناقض مع نفسه ومع ما بقي مسجلا ضده في التاريخ وما تلفظ به بلسانه؟”.
وختمت اليعقوبي بالقول “عيب جدا أن يصل الأمر إلى هذا المستوى. عيب جدا وخصوصا استغلال معاناة الفلسطينيين لضرب إخوانك في الحزب، عوض أن تعلمك معاناتهم معنى الأخوة والتسامح وأن الموت قريب وأن هذه التناقضات سيحاسب عليها المرء يوم القيامة. نزهوا القضية الفلسطينية من هذه الحسابات النفسية البائسة”.
ووفقا للصحيفة استغرب كثيرون كيف لمشعل الذي يقيم في العاصمة القطرية ألا يجد حرجا في طرح إملاءاته على المغاربة من تحت مكيفات فنادق الدوحة الفاخرة.
وتساءلوا لماذا لا يفعل نفس الشيء، فيخاطب الأتراك بنفس اللهجة ليحرضهم على الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يصفه باستمرار بالزعيم التركي والإسلامي المعروف بنصرة فلسطين، لقطع العلاقات مع إسرائيل أو على الأقل عدم تزويدها بالخضر والفواكه كما كان يفعل طوال الحرب الإسرائيلية على غزة.
واعتبرت الصحيفة أن خالد مشعل تجاوز اللباقة، وتطاول على مؤسسات الدولة، في محاولة منه لإشعال فتيل الفتنة بين المغاربة، وقال في مداخلته “أخاطبكم أيها المغاربة، الجماهير والقوى الإسلامية والوطنية، مهما كانت تياراتها السياسية أو الأيديولوجية، يمكنكم أن تخاطبوا قيادة البلد غيرة على المغرب ومصالحه وأمنه وغيرة على فلسطين”، واعتبر عدد من المتابعين أن من يخاطب المغاربة هو العاهل المغربي الملك محمد السادس وحده وليس أحدا غيره.