تمكنت مصالح الدائرة السابعة للشرطة التابعة لولاية أمن مراكش، يوم أول أمس الجمعة، من إيقاف مقرب من قياديي جبهة البوليساريو، مبحوث عنه من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية أمن العيون، على خلفية تورطه في قضية ارتكاب جريمة القتل العمد.
ويتعلق الأمر، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لـ “برلمان.كوم” بالإنفصالي المرزوكي الهيبة المزداد بتاريخ 1985 القاطن بالعيون والذي سبق أن قدم إلى العدالة من أجل محاولة السرقة والاتجار في المخدرات، وإهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه.
وفي تفاصيل إلقاء القبض عليه، ذكرت ذات المصادر، أن المعني بالأمر حضر إلى الدائرة المعنية المذكورة صباح يوم الجمعة برفقة صديق له، على إثر خلاف حصل بينهما في الشارع العام حيث اتهم الأخير مرافقه بتعريضه للعنف.
ونظرا لأنهما كانا في حالة سكر، يضيف المصدر، فقد رفض المعني بالأمر الإدلاء بأي وثيقة تثبت هويته، لتتم إحالته على المصلحة الولائية للتشخيص القضائي حيث تم التوصل إلى هويته الحقيقيقية بعد استغلال بصماته عبر نظام “أفيس”، وبتنقيطه على مستوى الناظم الآلي تبين أنه مبحوث عنه على الصعيد الوطني من أجل القتل العمد.
واتضح، خلال البحث الذي بوشر مع المعني بالأمر بتنسيق مع عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وكذا مصلحة الاستعلامات العامة، أنه كان عضوا في جيش التحرير المغربي، وأنه كان يشتغل كمستخدم بالمكتب الشريف للفوسفاط، “مناجم بوكراع”.
وأفاد المتهم، يضيف ذات المصدر، أن المعني بالأمر، شارك في الاعتصامات التي عرفها مخيم اكديم ايزيك، خلال سنة 2010، قبل أن يغادر مدينة العيون سنة 2011، بعد تورطه في قضية الضرب والجرح المفضي إلى الموت والتي ذهب ضحيتها المسمى بوعيش الوالي يحضيه بن محمد، في اتجاه مدينة السمارة ثم منطقة “تيفاريتي”، حيث احتضنته بعض من أفراد قبيلته، ليتجه إلى مخيمات تندوف بالجزائر، وذلك بتحريض ومساعدة من الانفصالية المعروفة أمينتو حيدر، والتي تبقى ابنة عمته والتي حذرته من مغبة تسليم نفسه.
بعد مرور سنة على وصوله إلى مخيمات تندوف، شغل المعني بالأمر منصبا في وزارة المناطق المحتلة بتمثيله الكيان المزعوم في بالعاصمة الجزائرية، وأضاف الموقوف أنه خلال تواجده بدولة الجزائر، حضر جميع الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات العلنية منها والسرية والتي كانت تنظم من قبل جبهة البوليساريو بتمويل من الجزائر سواء بهذا القطر أو بأوروبا، والتي كانت تروج خلالها الأطروحات المعادية للوحدة الترابية.وفق ما أفاد به مصدر “برلمان.كوم“.
وبينت الخبرة التقنية التي أجريت على هاتف المعني بالأمر، أنه يحتوي على صور يظهر فيها هذا الأخير مع شخصيات وقيادات من جبهة البوليساريو، من بينهم الزعيم السابق للجبهة، محمد عبد العزيز المراكشي وإبراهيم غالي وعدد من الشخصيات الأخرى، كما بين البحث المنجز، أنه كان على اتصال مستمر مع قيادي الجبهة المزعومة بالمخيمات وبالجزائر، ومن بينهم محمد عكيك، وزير أول بجبهة البوليساريو، وأحمد بيد الله، وزير الأمة بالجبهة، ومحمد أمين أحمد وزير الصحة بالجبهة، وعدد من الشخصيات الأخرى.
وحل المعني بالأمر بمراكش يوم الثالث من شهر غشت الجاري، بعدما أخلى الدرك الملكي سبيله بالحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، بعد أن سلم لهم بطاقة هوية مزورة، وقدم أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمراكش رفقة مرافقه يوم أمس السبت، ويرتقب أن يتم ترحيله من طرف فريق أمني إلى مدينة العيون.