الأخبارسياسةمستجدات

رئيس حكومة تصريف الأعمال يعلن فشله في تشكيل الحكومة ومع ذلك يطير إلى الدوحة للبحث عن الاستثمارات ! 

الخط :
إستمع للمقال

ابن كيران الذي عجز عن تشكيل الحكومة على الرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر من تكليفه بهذه المهمة من قبل الملك، بعدما تصدر حزبه انتخابات سابع أكتوبر 2016، وجد متسعا من الوقت ليسافر إلى الدوحة بدعوة من الحكومة القطرية للمشاركة في معرض ومؤتمر لتكنولوجيا المعلومات وليجري محادثات حول الاقتصاد والاستثمار، بصفته رئيس حكومة تصريف الأعمال.

في الوقت الذي كان الرأي العام الوطني وحتى الدولي يترقب الإعلان بين الفينة والأخرى عن حكومة جديدة في البلاد تتولي تحريك مئات الملفات العالقة وكسر الجمود الذي طال مفاصل الدولة ومؤسساتها، الأمر الذي أصبح يؤثر سلبا عن الأداء الاقتصادي ويزيد في بوادر الاحتقان الاجتماعي، ارتأى ابن كيران الهروب إلى الأمام والذهاب إلى الدوحة للحديث عن الاستثمارات، وربما لاستلهام بعض النصائح من أصدقائه القطريين تعينه للخروج من الورطة التي وضع نفسه فيها.

علما أن كل الأعراف السياسية والقوانين الجاري بها العمل تجمع على أن حكومة تصريف الأعمال، يقتصر دورها فقط على تدبير الأمور اليومية العادية في انتظار تشكيل حكومة جديدة. لكن يبدو أن ابن كيران، إما اختلط عليه الأمر، أو أنه على يقين من تشكيل الحكومة ولذلك أراد ألا تفوته فرصة مؤتمر الدوحة حول الاستثمار ليعقد الصفقات التي ستعزز بها حكومته المقبلة شعبيتها، أو أنه بكل بساطة أراد أن يفرج عن كربته ويغير جو النكد السياسي الذي لبد سماء المغرب وعكر مزاج المغاربة.

لكن الرأي العام الوطني والمهتمين بهذا المسلسل الهزلي الذي يسمى تشكيل الحكومة، تابعوا كيف أن الرجل كان يردد صباح مساء، تارة بالواضح وأخرى عبر رسائله المشفرة، من قبيل “انتهى الكلام”، إلى “من يهمه الأمر”، أن المهمة التي كلف بها وصلت إلى طريق مسدود، وأنه ينتظر عودة الملك إلى أرض الوطن ليسلم له “السوارت”.

ابن كيران طيلة الخمسة أشهر الأخيرة، وبعد أن فشل في إيجاد أرضية مشتركة للتوافق مع الفرقاء السياسيين من أجل تشكيل الحكومة، صار يقضي أوقات فراغه، إما معتكفا في بيته، أو متفرغا لتأطير اجتماعات هيئاته الحزبية والقطاعية حرصا منه على مواصلة التعبئة استعدادا للأسوأ، أو توزيع الأدوار وإسداء التوجيهات لإعلامه الحزبي وكتائبه الإلكترونية، في الرد على خصومه السياسيين ومن لا يشاطرون الرأي مع البيجيدي وقيادته وانتقادهم ، بل حتى إرهابهم إن اقتضى الحال ذلك.

أمام هذا المسلسل العبثي الذي تكاد لا تنتهي حلقاته التي تمتزج فيها التراجيديا بالهزل، أصبح المغاربة ينتظرون على أحر من الجمر أن تكون لابن كيران الشجاعة السياسية لوضع حد لهذا المسلسل من خلال إعادة المفاتيح لأصحابها، كما قال أكثر من مرة، كي يتولى أصحاب الشأن في هذه البلاد تدارك الموقف وطي هذه الصفحة السوداء التي عاش عليها المغرب طيلة الخمسة أشهر المنقضية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى