الأخبارسياسةمستجدات

رئيس جماعة بالسمارة يواصل خلق الجدل… وصف رؤساء الجماعات بـ”الملائكة” ويبشرهم بـ”الجنة”

الخط :
إستمع للمقال

لاتزال تداعيات التصريحات التي أطلقها السبت الماضي طه عبيدي رئيس جماعة اجديرية بإقليم السمارة مستمرة ومتواصلة، حيث وصف نفسه شخصيا ورؤساء الجماعات الترابية الأخريات بـ”الملائكة” الذين يمشون على الأرض وسيدخلون “الجنة”.

وهو طبعا كلام ثقيل ومنعدم العقلانية، لقي انتقادات واسعة وغير مسبوقة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومن طرف المراقبين والمتتبعين لشؤون الأقاليم الجنوبية وجميع الأطياف السياسية بما فيها منتخبي ومناضلي حزب الاستقلال أنفسهم وهم الفصيل الحزبي الذي ينحدر منه رئيس جماعة اجديرية.

وليست هذه أول مرة يشغل فيها رئيس جماعة اجديرية طه عبيدي الرأي العام بمدينة السمارة، ويكون محط سخريته وتهكمه، لما يعرف به الرجل من سذاجة وتلقائية عجيبة وممزوجة بنوع من الجرأة و”الطنز” السياسي وإضحاك الجمهور.

كما لا يخلو اجتماع يحضره عبيدي ويتحدث فيه إلا واعتمد الارتجال في السخافة والتهرطق والكلام الفارغ مسلكا في نقاشه، وبدرجة أصبح معها يثير الشكوك والغموض حول السلوكيات والتصريحات المثيرة التي يطلقها كل حين، وما إن كانت مقصودة ومتعمدة لأجل الإثارة والحضور وجلب الاهتمام والانتقادات وتسليط الأضواء من طرف المواقع الإخبارية.

ومهما تكن الإجابة، فإنه في الحقيقة يبقى أسلوبا سياسيا واحتياليا فعّالا ومنتجا يعمل به رئيس مجلس جماعة اجديرية ويخدم مصلحته وطموحه الذي لا يتعدى نفوذها الترابي، ليس لأنه شخص محدود ولكنه شخص “قوالبي” يعرف جيدا نفسه وحدوده وإمكانياته ويدري أن قوته وحضوره بالمشهد السياسي داخل السمارة يكمنان في تهكمه ومدى حشوه وما يتلفظ به من كلام وطرائف وإثارته للسخرية وهزء الناس وضحكهم.

وكانت مصادر عديدة أكدت لـ“برلمان.كوم” أن مداخلة رئيس جماعة اجديرية السبت الماضي ووصفه رؤساء الجماعات بـ”الملائكة” قد أثارت حفيظة شخصيات استقلالية وبرلمانية وزانة بالعيون وبوجدور والداخلة والسمارة، معتبرين إياها تسيء للمارسة السياسية والديمقراطية بالأقاليم الجنوبية ولصورة حزب علال الفاسي كذلك وتضرب في العمق النموذج الذي يعمل قادته المحليون والمركزيون لأجل تكريسه وتنزيله كما هو مفترض وتحصين الخريطة الانتخابية والجهوية بالعيون كبرى حواضر الأقاليم الجنوبية.

ذات المصادر وفي حديثها عن المداخلة المذكورة لعبيدي طه السبت الماضي والتي وصفتها بالتافهة ولا تستحق التعليق، وأن معالجتها تتجلى في تجاوزها وجعلها مناسبة سانحة تفرض طرح السؤال إزاء المشهد الحزبي المتردي بالصحراء والميؤوس منه وأين يتجه وهل هو مبني على قناعات وأفكار أم سيظل محكوما بالمصالح والأهواء والأشخاص.

ويعد عبيدي طه رئيس جماعة اجديرية بالسمارة أحد العائدين من مخيمات تندوف، حيث استقر بمدينة السمارة وولج العملية الانتخابية حتى أصبح صدفة رئيس مجلس اجديرية، بعد انقسام باقي الأعضاء المشكلين للجماعة القروية إلى شطرين وبقائه وحيدا بالمنتصف الذي حالفه الحظ عنده بميل إحدى الكفتين لصالحه والتي مكنته من رئاسة مجلس الجماعة والحصول على مكانة سياسية ما كان يوما أحقا بها ولا أجدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى