“ذاكرة رمضانية”.. فتح المسلمين لبلاد السند
يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت فيه في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان.
وحدث اليوم يعود للفتح الإسلامي لبلاد السند، التي هي “باكستان حاليا”، أو كما كان العرب يطلقون عليها أيضًا اسم “ثغر الهند” و”نهر مهران”، وهي حضارة نشأت قبل أزيد من 40 قرنا وكانت احدى الحضارات العظيمة في العالم القديم.
وفى عام 88 هجرية فى عهد الوليد بن عبد الملك جاءت سفينة من جزيرة الياقوت، “جزيرة سيلان الآن”، عليها نساء مسلمات مات أباؤهن فقررن السفر للعراق. وعندما كانت في طريقها إلى البصرة خرج قراصنة عليهن عند المرور من ميناء الديبل واستولوا علي السفينة.
وإثر ذلك؛ طلب الحجاج بن يوسف من ملك السند الإفراج عن السفينة ولكنه اعتذر بحجة أن الذي خطف السفينة والمسلمات لصوص ليسوا تبعًا له. حين إذن بعث الحجاج حملتين للسند بقيادة كل من عبيد الله بن نبهان السلمي وبديل البحلي ولكن الحملتان فشلتا وقُتل القائدان.
فتولى المهمة القائد محمد بن القاسم- الذي كان فى السابعة عشرة من عمره حين ولاه الحجاج قيادة الجيوش لفتح السند “باكستان”- وهو القائد الثالث للجيوش عقب استشهاد عبدَ الله بن نبهان السلمي وبديل بن طهفة البجلي. فتم تجهيز الحملة بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وتم تكميل الجيش بالمؤن العسكرية وتجهيزة بستة ألاف مقاتل.
فهجم المسلمون على مدينة الديبل، واقتحموا أسوارها فدخلها ابن القاسم. ثم توجه إلى فتح “نيرون”- وموقعها الآن حيدر أباد- وعبر مياه السند في ستة أيام، ثم سار إلى حصن “سيوستان” المدينة المحصنة المرتفعة، فهرب حاكمها وفتحت المدينة أبوابها.
وبعد عبور الجيش سار ابن القاسم إلى منطقة “جيور”، ونزل بجيشه على مقربة من نهر (ددهاواه)، والتحم الجيشان في معركة استمرت 7 أيام، استخدمت فيها الفيلة، وكان عددها ستين فيلاً، وكان داهر على أكبرها لكن الله تعالى نصر الإسلام والمسلمين فى السادس من رمضان عام 92 هجرية.