“ذاكرة رمضانية”.. عبور موسى بن نصير إلى الأندلس
![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2024/03/بن-نصير.jpg)
يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت فيه في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان.
ومن بين أهم الأحداث التاريخية التي عرفها هذا الشهر الفضيل؛ يشهد التاريخ على الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيريَّة (إسبانية والبرتغال). فبعدما أرسى موسى بن نصير- أحد أهم القادة العسكريين في عهد الخلافة الأموية وأحد أهم من أعلوا راية الفتوحات الإسلامية في عهده وتحديدا في الأندلس- ومن معه، كلمة الإسلام بجهودهم في المغرب الكبير، كانت الخطوة التالية الطبيعية هي فتح الأندلس.
وتعود أحداث عبور موسى بن نصير إلى الأندلس إلى رمضان سنة 93ه. كان عبورا على رأس ثمانية عشر ألف مقاتل، معظمهم من العرب، وفيهم عدد من التابعين. فعبر بن نصير حينها مضيق جبل طارق نجدةً لمولاه طارق ابن زياد، ولاستكمال فتح المدن التي لم يمر بها طارق أو لم يرسل سرايا لفتحها، نظرًا لقلة جيشه، ولكثرة من استشهد منه في معركة وادي لكة، وللمساحة الشاسعة التي تغطيها شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتصرف موسى هذا كان متفقًا مع تخطيط رزين هدفه الإفادة القصوى من الفرصة التي أتيحت للمسلمين بعد الهزيمة الشنيعة التي لحقت بالقوط ومصرع ملكهم لذريق. فقد كان عبوره تعزيزًا للجيش الإسلامي، وسدًّا لمحاولات قطع طريق الرجعة عليه، وأخذًا في الحيطة، وإتمامًا للخطة، وإنجازًا للفتح، وتأكيدًا لوجوده، ونشرًا للعقيدة الإسلامية، التي كان كل ذلك من أجلها.
ولذلك فقد سلك موسى طريقًا آخر، غير الطريق الذي سلكه طارق ابن زياد من قبل، وفتح مدائن إسبانية، لا تقل عظمتها عن عظمة المدائن التي فتحها طارق، مثل إشبيلية، وشذونة، وقرمونة.
وقبيل الشروع في الفتح؛ نفذ موسى بن نصير أوامر الوليد بن عبد الملك (الخليفة الأموي) وجهَّز حملة استطلاعية مؤلفة من خمسمائة جندي؛ منهم مئة فارس بقيادة طريف بن مالك، الملقب بأبي زُرعة. وبناء على نتائجها؛ بعث بن نصير طارق بن زياد في سبعة آلاف من المسلمين ولما احتاج طارق إلى أعداد في فترة تالية أمدّه بن نصير بخمسة آلاف. قبل أن يلتحق بن نصير، مرفوقا بجيشه؛ بحملة فتح الأندلس ويكملها بنفسه.