“ذاكرة رمضانية”.. حين فتح العثمانيون مدينة بلغراد
يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت في هذا الشهر المبارك في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان.
وذاكرة اليوم تعيدنا إلى حدث بارز في التاريخ العثماني، وقعت أحداثه في السادس والعشرين من رمضان عام 927 حين استسلمت مدينة بلغراد بعد حصار الجيش العثماني، معلنة حدثا بقي راسخا باسم “فتح بلغراد”.
وامتدت عملية فتح بلغراد بين شهري يوليوز وغشت 1521م، الموافق لشهري شعبان ورمضان من عام 927 هـ . وذلك بعدما حاصر السلطان سليمان القانوني قلعة بلغراد المجرية، حيث تم تقويض جدرانها بالألغام وسبعة أيام من القصف العنيف. بعد ذلك تم غزو المدينة دون صعوبة كبيرة مع فقدان القليل من الجنود.
وكانت مدينة بلغراد تعد مفتاح أوروبا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية. ونظراً لأهميتها حاول العثمانيون فتحها أكثر من مرة، إذ حاصروها مرة في عهد السلطان مراد الثاني في عام 1441م، عندما أعلن البابا أوجينيوس الرابع حملة صليبية ضد العثمانيين لطردهم من أوروبا، والثانية في عام 1456، والثالثة في عام 1492.
إلا أن العثمانيين لم ينجحوا في ذلك إلا في عهد السلطان العثماني، سليمان القانوني، هذا الأخير الذي قام بحملته الأولى متوجهاً إلى بلغراد، بعد ثمانية أشهر من توليه الحكم، وكان ذلك بعد أن أرسل السلطان القانوني إلى ملك المجر لويس الثاني، رسولاً يدعوه إلى اﻹسلام أو إلى دفع الجزية.
فما كان من ملك المجر إلا أن أمر بإعدام الرسول، فأمر القانوني بتجهيز الجيوش وسار هو بنفسه في مقدمة الجيش قاصداً فتح العاصمة بلغراد.
واستطاع القانوني بحنكته السياسية الكبيرة أن يحيد القوى الأوروبية عن التدخل، فزحف بجيوشه إلى القلعة وحاصرها واستطاع دخول المدينة في الرابع من رمضان من عام 927 هـ.
وإثر ذلك؛ أصبحت بلغراد قاعدة عسكرية مهمة لمزيد من العمليات في أوروبا. وخلال الحكم العثماني أصبحت بلغراد واحدة من أكبر المدن في أوروبا. وأدي الفتح في نهاية المطاف إلى معركة موهاج والاستيلاء على جزء كبير من مملكة المجر من قبل العثمانيين.