الأخباررمضانيات برلمانمستجدات

“ذاكرة رمضانية”.. بداية نزول الوحي على الرسول محمد ﷺ

الخط :
إستمع للمقال

يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت فيه في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان.

ولعل من بين ما جعل شهر رمضان يكتسي قدسية دينية قوية هو كونه شهد رمضان على نزول الكتب السماية، وذلك يجد سندا له في ما جاء في المسند عن واثلة بن الأسقع- رضي الله عنه- ان رسول الله ﷺ قال: “أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وانزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان”، وقال البيهقي: قال الحليمي رحمه الله: يريد به ليلة خمس وعشرين.

وهو الحال في الديانة الإسلامية؛ إذ شهد الشهر الفضيل بداية نزول الوحي على الرسول محمد  ﷺ، ما شكَّل بداية النبوة. نزول كان تحديدا في ليلة القدر، طبقا لقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر). وقد أفادت الأحاديث الصحيحة بأن ذلك كان ليلة الإثنين قبل أن يطلع الفجر، في ليلة 21 من رمضان، وهي توافق يوم 10 من غشت عام 610، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينها 40 عاما.

ونزل الوحي على سيدنا محمد ﷺ في غار حراء- الذي كان يلجأ إليه لأيام ومعه قوته ليبتعد عن قومه لأنهم يعبدون الأصنام- حيث كان يجلس وحيدا يتفكّر في خلق السماوات والأرض. فنزل عليه الملك جبريل، بأمر من الله، وقال له: “اقرأ”. فقال الرسول ﷺ “ما أنا بقارئ”.

وكرّرها عليه جبريل 3 مرّات، وكان الرسول ﷺ يقول في كل مرّة: “ما أنا بقارئ”. وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: (اقرأ باسم ربّك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم).

وحفظ النبي ﷺ ما قاله جبريل عليه السلام، وعاد إلى زوجته خديجة خائفا مذعورا يرتجف، فقال لها: “زمّليني، زمّليني” (يعني: غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب عنه الخوف، أخبر زوجته بما رأى وسمع، فطمأنته وقالت له: “أبشر يا ابن عم، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة”.

وبعد ذلك اليوم؛ انقطع الوحي عن الرسول ﷺ لباقي شهر رمضان، الذي لم يكن قد فُرِض فيه الصيام بعد. وبعد انقضاءه، وتحديدا صبيحة غرة شوال، غادر النبي ﷺ غار حراء، الذي كان قد عاد إليه، ليعود إلى مكة كعادته، ولما دخل إلى الوادي سمع مناديا، فنظر عن يمينه فلم يرَ شيئا ونظر عن يساره فلم يرَ شيئا، ونظر أمامه فلم يجد شيئا، فرفع رأسه شيئا فشيئا؛ فإذا الملك الذي جاءه بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجثى النبي منه رعبا حتى هوى إلى الأرض.

فأتى الرسول ﷺ زوجته خديجة فقال: “زملوني زملوني، دثروني وصبوا عليَّ ماءً باردا”، ففعلت ذلك. فهبط عليه جبريل فخاطبه ونزل قول الله تعالى: (يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر). وكانت هذه الآيات هي بداية رسالة النبي ﷺ، فراح يدعو كل من يتوسم فيه الاستجابة للدين. وكان أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، ومن النساء زوجته خديجة، ومن الصبيان ابن عمه علي بن أبي طالب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى