الأخباررمضانيات برلمانمستجدات

ذاكرة رمضانية.. أول رفع وتشريع لآذان الصلاة

الخط :
إستمع للمقال

يشكل شهر رمضان مناسبة لاستحضار عدد من المحطات والأحداث التاريخية التي وقعت فيه في سنوات سابقة. وبمناسبة رمضان هذا العام؛ يقدم “برلمان.كوم” لقرائه سلسلة من الوقائع التاريخية التي وقعت سابقا في شهر رمضان.

وشهد شهر رمضان على رفع أول آذان صلاة في التاريخ. فقد كانت الصلاة في بداية الأمر دون آذان ينذر بحلول وقتها. فكان الناس، إذا جاء وقت الصلاة، يتجهون تلقائيًا إلى المساجد بلا أذان ولا نداء ولا غير ذلك. كما كان المسلمون يصلون خفية في شعاب مكة وقت الضعف والاضطهاد، ليصيروا، بعد الهجرة، يجاهرون بصلاتهم.

ويعود تاريخ أول أذان إلى السنة الأولى هجرية الموافق ل623 ميلادية. فبعد هجرة الرسولﷺ إلى المدينة واستقراره بها؛ بنى مسجده المبارك، واجتمع شمل المهاجرين والأنصار، وارتفع لواء الإسلام، حتى بات المسلمون يجتمعون في المسجد للصلاة، إلا أنهم كانوا يأتون وقت الصلاة بدون إعلام فيصلون وينصرفون.

وبعد ذلك، بدأ المسلمون ورسول الله ﷺ يفكرون في إيجاد وسيلة لإعلان حلول وقت الصلاة والنداء إليها. فتشاور رسول الله ﷺ مع أصحابه في ذلك، فقال بعضهم نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فاعترضوا على هذا الرأي لأنه لا يفيد النائم ولا ينبه الغافل. وقال آخرون نشعل نارا على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأي أيضا.

واقترح آخرون استعمال بوق، لكن لم يوافق الرسول ﷺ على ذلك لأن اليهود كانوا يعتمدون في إعلان صلواتهم واعتماده يعتبر تشبها بأهل الكتاب في أعمالهم. فاقترح بعض الصحابة استعمال الناقوس، فرفضه الرسول ﷺ لأنه معتمد لدى النصارى..

وبعد ذلك؛ كان أن انبثقت كيفية الأذان من رؤيا رآها الصحابي الجليل عبد الله بن زيد الأنصاري-رضي الله عنه إذ رأى في منامه رجلا يرتدي أثواباً خضراء اللون ويحمل بيده ناقوساً. وقال الصحابي: “فلمّا رأيت الناقوس استحسنت فكرة قرعةٍ للناس كي أعلمهم بوقت الصلاة؛ فعرضت على الرجل أن أشتريه منه من أجل ذلك. ثمّ قال الرجل: ولما تريد شراؤه وعندي ما هو أفضل منه؟  قلت: بلى. قال: تقول: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)”.

فقص عبد الله رؤياه على الرسول ﷺ وقال له إنّه لمّا فرغ الرجل في المنام من تلفينه الأذان علّمه كلمات إقامة الصلاة، فأقرّ النبي ﷺ رؤيته تلك، وقال عنها: (إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله). ثم أمره النبيّ ﷺ أنْ يُعلّم بلال-رضي الله عنه- كلمات الأذان لجمال صوته، فلم يلبث قليلاً إلا وقد جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مسرعاً فرحاً لمّا سَمِع بلالاً يؤذّن، فأقسم أنه رأى في المنام مثل هذه الرؤيا، فقال رسول الله ﷺ: (فلله الحمد).

وهو ما يطابق رواية أبى عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار الذي قال: (اهتم النبي ﷺ للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا فلم يعجبه ذلك. قال: فذكر له القنع- يعنى الشبور (ما ينفخ فيه لإحداث الصوت)، وقال زياد: شبور اليهود فلم يعجبه ذلك وقال: هو من أمر اليهود. قال: فذكر له الناقوس، فقال: هو من أمر النصارى. فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهم رسول الله ﷺ فأرى الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله ﷺ فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما.. قال: ثم أخبر النبي ﷺ، فقال له: ما منعك أن تخبرني؟! ، فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله ﷺ: يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال..) (أبو داود).

ومنذ ذلك الحين؛ صار يعتمد الأذان للمداء للصلوات الخمس في مختلف الأنحاء، وصار من أهم الشعائر الدينية المقدسة عند المسلمين ويحيى بمكانة كبيرة في الدين الإسلامي. وكان بلال بن رباح ـ رضي الله عنه- أول من أذن في التاريخ وظل يؤذن حتى بات يلقب ب”مؤذن رسول الله”.

وكان بلال يقول في أذان الصبح بعد حي على الفلاح: “الصلاة خير من النوم”، ويكررها مرتين، وأقره الرسول ﷺ عليها، وكان يؤذن في البداية من مكان مرتفع ثم استحدثت المنارة (المئذنة) بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى