انخفضت مشاهدة صفحات ويكيبيديا التي تقدم على الإنترنت معلومات عن الجماعات الإرهابية وأدواتها بنحو 30 بالمئة بعد الكشف عن مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكية الواسعة للشبكة العنكبوتية مما يشير إلى أن القلق من المراقبة الحكومية يؤثر على السعي لجمع معلومات عادية.
وستنشر مطبوعة (بيركلي تكنولوجي لو جورنال) ورقة بحثية تحلل تراجع استخدام هذه الصفحات وتشير إلى أن ذلك يقدم أكبر دليل مباشر حتى الآن لما يصفه بالتأثير السلبي على الأمور المسموح بها قانونا جراء ممارسات المخابرات التي كشف عنها المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن.
وفحص كاتب الورقة جوناثون بيني الزميل في مؤسسة سيتيزن لاب البحثية بجامعة تورونتو التصفح الشهري لمقالات على ويكيبيديا عن 48 موضوعا ذكرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها تتعقبها على وسائل التواصل الاجتماعي وبينها مواضيع تتعلق بتنظيم القاعدة والقنابل القذرة والجهاد.
وخلال الستة عشرة شهرا السابقة لظهور أول تسريبات كبرى لسنودن في يونيو 2013 كانت المقالات تجذب عددا متغيرا وإن كان متزايدا من المتابعين الذين بلغ أدنى عدد لهم نحو 2.2 مليون شهريا ثم ارتفع إلى ثلاثة ملايين قبل الكشف عن برامج تجسس وكالة الأمن القومي على الإنترنت. ووجد بيني أن مشاهدة الصفحات الحساسة عادت للانخفاض سريعا إلى 2.2 مليون مشاهدة خلال الشهرين التاليين ثم إلى أقل من مليونين قبل أن تستقر عند أقل من 2.5 مليون بعد 14 شهرا.
وتقدم النتائج التي توصل إليها بيني بعدا أعمق لقضية تناولها باحثون سابقون بعضهم رصد انخفاضا نسبته خمسة بالمائة في البحث في جوجل عن تعبيرات حساسة بعد يونيو 2013 مباشرة.
وأوضحت أبحاث أخرى أن هناك تزايدا حادا في استخدام متصفحات الإنترنت ووسائل التواصل التي تحمي الخصوصية.
وقد توفر دراسة بيني معلومات تعول عليها شركات التكنولوجيا وغيرها من المؤسسات التي تطالب بفرض قيود أكبر على عملية جمع المعلومات وإتاحة قدر أكبر من الشفافية عنها. ومن الصعب توثيق الآثار المترتبة على عمليات المراقبة تلك ومن ثم يكون أثرها محدودا على القوانين وأحكام القضاء.
برلمان.كوم- رويترز