مع وفاة زعيم “جبهة البوليساريو” محمد عبد العزيز، صباح اليوم الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض تطرح مسألة خلافته بشكل قوي أكثر من أي وقت مضى مع شباب متمرد انخدع منذ عقود طويلة من قبل أقلية حاكمة تتمسك بالسلطة مع كل ما تجنيه وراء ذلك من امتيازات.
ويظل التحدي الكبير أمام قيادة البوليساريو ابتداء من اليوم، البحث عن خليفة، له ما يكفي من الملامح القيادية من أجل إعادة هيكلة جبهة تصدعت منذ زمن طويل بفعل عدم تجديد النخبة.
وتشير التوقعات من جديد إلى نواة المؤسسين الذين قاموا بتأسيس البوليساريو بجانب “الوالي” الذي توفي في ظروف غامضة ليخلفه عبد العزيز المراكشي.
وحسب صحيفة “إيل موندو” التي كانت الوسيلة الاعلامية الاخيرة، التي استجوبت عبد العزيز المراكشي في نونبر الماضي قبل وفاته اليوم الثلاثاء، فإن الامر يتعلق بإبراهيم غالي، المندوب السابق للجبهة في إسبانيا و”السفير” الحالي “للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” الوهمية في الجزائر.
لكن “الدماء الجديدة” التي تحدث عنها عبد العزيز المراكشي خلال هذه المقابلة، تفرض – حسب “إيل موندو” – إعطاء الفرصة للشباب بعد مدة طويلة من الانتظار.
وفي هذا الاطار، كان زعيم الانفصاليين قد وصف في حديثه مع صحيفة -إيل موندو- تطلعات الشباب بكونها “شرعية”.
وكان المراكشي قد أكد في ذات المقابلة أن “المنظمات محتاجة إلى التجديد والتغيير وإننا في جبهة البوليساريو متفقون على تحمل الشباب المسؤولية في المناصب والوظائف. ونحن منفتحون على ذلك تماشيا مع سياسة التجديد، ونحن نؤمن بأهمية إعطاء دماء جديدة”.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان بعد وفاة زعيم البوليساريو، هل سيتم احترام وصيته؟.
ولكن كل المؤشرات تدل على أن شيئا لن يتغير حتى الموالين لجبهة البوليساريو، الذي يختفون وراء البوليساريو الموالين للنظام الجزائري، لن يعملوا على تنفيذ توصية المراكشي بالنظر لكونها تتعارض مع مصالحهم.