خطير: البيجيدي يستعمل جميع الوسائل للفوز بالإنتخابات التشريعية ، الشهيق و التوسل، التهديد باللجوء إلى الشارع و العنف، الترهيب و الإستحواذ على مشاريع الغير
خطير أمر “البيجيدي” ، يستعمل جميع الوسائل للفوز بالإنتخابات التشريعية .. الشهيق و التوسل، التهديد باللجوء إلى الشارع و العنف، الترهيب و الإستحواذ على مشاريع الغير.
في سابقة فريدة من نوعها في عالم السياسة، دشن عبد الإله ابن كيران و حزبه العدالة و التنمية طريقة غريبة و خطيرة للظفر بالصف الأول في انتخابات السابع من أكتوبر و ضمان ولاية حكومية ثانية.
فأمام ضعف حصيلة حزب المصباح على رأس الحكومة و تزايد عدد الأصوات المطالبة برحيل هذه الأخيرة، لم يجد ابن كيران سوى درف الدموع في تجمعاته الإنتخابية عسى الله أن يلطف بقلوب الناخبين و يهديهم يوم الإقتراع للتصويت على مرشحيه. إنه استبلاد و تحقير للشعب المغربي في القرن الواحد و العشرين، و ضربة قوية لشخص رئيس الحكومة المغربية و لصورة المغرب. أيقن ابن كيران أنه إذا بكى و شهق أمام جنيرالات الجزائر و الدول النافذة في الأمم المتحدة و القادة الأفارقة، سيُعترف لنا بصفة نهائية بمغربية الصحراء و سيتم طرد الجمهورية الوهمية من الإتحاد الإفريقي؟
إن استمالة أصوات الشعب تتم بالكد و الجد و العمل و الحصيلة و المحاسبة، لا بالدموع و المراوغات.
إن المسؤول الذي شهق في العرائش هو نفسه من هدد بالنزول إلى الشارع في حالة عدم فوز حزبه بالإنتخابات التشريعية. إنه نفسه من قال مؤخرا في مدينة أكادير بأن حزبه يستمد مرجعيته من ابن التيمية المتطرف. إنه نفسه من نعت خصومه السياسيين بأبشع النعوت، و لم يتردد في ترهيب الصحافيين و قمع المحتجين خلال الخمس سنوات الماضية.
عبد الإله ابن كيران و حزبه ذاقا حلاوة السلطة و يريدان الإنفراد بها مشيا على خطى الأخ الأكبر التركي الذي يعد نموذجهما. ففي تقسيم محكم للأدوار، هناك من يبكي، و هناك من يهدد، و هناك من يسرق البرامج و المشاريع…
ألم يدع مؤخرا مناضل معروف من حزب المصباح إلى قتل كل من يخالف الحزب و فصل رأسه عن جسده كي يكون درسا للآخرين؟ و لما استدعي هذا الشخص من طرف الأمن للتحقيق معه، أقام البيجيدي الدنيا و لم يقعدها كي يبرأ مناضله. ألم يرى المواطنون بأم أعينهم مسؤولين في حزب المصباح يستعملون وسائل عمومية في حملتهم الإنتخابية، وهو ما يجرمه القانون؟
أما الوزيرة السابقة سمية بنخلدون، فقد أسندت لها مهمة الاستحواذ على المشاريع الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس و سهر شخصيا على تنفيذها و خروجها إلى الواقع لتقدمها كإنجازات لحزبها.
قالت سمية زوجة الحبيب شوباني الثانية إن حكومة ابن كيران أنجزت “محطة نور للطاقة الشمسية الأكبر عالميا”، والعالم كله شاهد على أن ملك البلاد هو من سهر و يسهر على هذا المشروع بصفة شخصية.
زعمت سمية بنخلدون في تدوينة فايسبوكية أن حكومة حزبها هي التي أنجزت “محطات الترامواي في الرباط و الدار البيضاء الأولى عربيا”، في حين أن هذه المحطات أنجزت قبل تولي البيجيدي رئاسة الحكومة. و قالت الوزيرة المطرودة من الحكومة بسبب اندلاع فضيحة غرامية مع عشيقها آنذاك ،الحبيب شوباني، إن حكومة ابن كيران هي صاحبة “القطار الفائق السرعة الأول عربيا”. هذا كذب و بهتان على المغاربة الذين يتذكرون كيف حارب البيجيدي هذا المشروع إبان الإعلان عنه من طرف الملك، حيث ندد به مسؤولو حزبها و قالوا بأنه ليس من أولويات المغرب.
قالت سمية بنخلدون إنه تم “إرسال أكثر من 30 ألف ملف فساد للقضاء لأول مرة في تاريخ المغرب”. و لم تقل الوزيرة السابقة بأن لا يوجد و لو ملف واحد من فضائح زوجها شوباني المتعددة من بين الثلاثين ألف ملف التي أرسلت للقضاء.
و زعمت سمية بنخلدون أنه تم “تفعيل المادة الدستورية التي تقول لا وظيفة بلا مباراة حتى يتم القضاء على المحسوبية لأول مرة في تاريخ المغرب”.
إن كانت سمية بنخلدون تعيش فعلا تحت نفس سقف زوجها الشوبان رئيس جهة درعة-تافيلالت، فلا بد أنها على علم بتوظيف هذا الأخير بدون مباراة لزوجة مناضل “بيجيدي” في منصب مكلفة في مجال التعاون الدولي بمجلس الجهة، و عضو آخر في حزب المصباح مكلف بالتواصل، و كلاهما يتقاضى أجرا شهريا خياليا من ميزانية أفقر جهات المغرب.
كما أنها سمعت عن وساطة وزير الإتصال مصطفى خلفي لدى مديرية القرض الفلاحي لتوظيف، بدون مباراة، نجل الرئيس السابق لحركة التوحيد و الإصلاح. ولنسأل سمية بنخلدون كيف تم توظيف تنقيل زوج البرلمانية أمينة ماء العينين من الجنوب إلى العاصمة الرباط و توظيفه بديوان الحبيب الشوباني. و لنسألها كذلك عن مئات مناضلي حزب عبد الإله ابن كيران الذين تم إلحاقهم و تعيينهم بالإدارات العمومية بدون مباراة.
فهل المحسوبية حلال على “البيجيدي” و حرام على باقي المغاربة؟
إن ما تعيشه الساحة السياسية على بعد ثلاثة أيام من الإقتراع يبعث عن القلق كون حزب العدالة و التنمية يريد الفوز بأي طريقة. فالغاية عنده تبرر الوسيلة، و هذا خطر على البلاد و العباد.