الأخبارمجتمعمستجدات

خبير يُعدد لـ”برلمان.كوم” أسباب “الترمضينة” خلال شهر رمضان

الخط :
إستمع للمقال

يعتبر شهر رمضان، شهرا مقدسا لدى كافة المغاربة، حيث يحمل طقوسا خاصة وأجواء مُختلفة، إلا أنه في الكثير من الأحيان يتحول إلى شهر تكثر فيه الصراعات الاجتماعية والخلافات التي ينتج عنها عراك وتشابك بالأيدي، وفي أحيان أخرى استعمال أدوات حادة مما يُخلف أحداثا دامية ومؤسفة.

وفي هذا السياق، قال محمد حبيب إن سلوك الترمضينة خلال شهر رمضان، عبارة عن ممارسة من أجل إثبات الذات والوجود، أكثر منها اضطراب أو قلق نفسي عام تعيشه مجموعة من الفئات الاجتماعية، حيث يرتبط أساسا بما يسمى بـفقدان الاعتياد والاعتماد على مجموعة من العقارات والمواد المخدرة.

وأضاف الأخصائي الاجتماعي والباحث في علم النفس ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم” أن الانقطاع عن تناول بعض المواد المخدرة خلال شهر رمضان، ينتج عنه نوع من القلق والاضطراب، مؤكدا أن انسحاب هذه السموم من الجسم، تمر بمجموعة من المراحل، إلا أنه خلال شهر رمضان يتم الإقلاع عنها بشكل مفاجئ الأمر الذي تنتج عنه عدة عدة أضرار.

وقال حُبيب إن “الأشخاص الذين يستعملون أي نوع من العقارات عليهم أن يخضعوا لتدرج في سحب هذه المواد، أو التقليل منها، كي يكون الشخص في حالة هادئة خلال شهر رمضان”.

ومن جهة أخرى، تحدث الأخصائي عن تمظهرات الترمضينة من خلال العنف في الشارع العام والأحياء الشعبية، حيث ينتج عنها قلق شديد يؤدي إلى نقاشات حادة وتشابك بالأيدي وأحداث دامية مؤسفة، تتحول معها الأجواء الرمضانية الروحية والوجدانية إلى مشاكل ترافق الشخص لوقت طويل.

وأضاف المتحدث أنه “قد يسود بعض القلق العام الناتج عن ظروف اجتماعية أو اقتصادية، كون الأفراد داخل المجتمع المغربي لهم طقوس خاصة ومصاريف معينة، وبالتالي تكون هذه الظروف الاقتصادية سببا في إظهار نوع من النرفزة والقلق والتوتر”.

وأشار الباحث في علم النفس، إلى أن الوقت الذي يقضيه الأفراد رفقة بعضهم البعض هو وقت أطول، وهذه التجمعات، منها العائلية قد تكون لها إيجابيات وسلبيات في مجموعة من الأسر التي تعاني من إشكالية في التواصل، حيث ينتج عن هذا الاحتكاك المباشر نزاعات وخصام واختلاف في التصورات والرؤية.

ودعا ذات المتحدث، إلى أنه ضرورة السيطرة على ظاهرة الترميضينة والتعاطي معها، مُسجلا بذلك غياب ما يسمى بـ”الدعامات البشرية” داخل الأحياء، والوسطاء الاجتماعيين، “وهذه العناصر الاجتماعية تعمل على تهيئة جو عام يسوده الاطمئنان والسكينة”.

وأكد الأخصائي الاجتماعي أنه من بين الأسباب الأخرى الرئيسية التي تلعب دورا في تفاقم ظاهرة الترمضينة، منها المُرتبطة بالمناخ، خصوصا مع بداية شهر مارس، حيث يكون للمناخ تأثير كبير على الصحة النفسية للفرد، وبالضبط لمن يعانون من اضطرابات عقلية ويفتقرون للمواكبة والمتابعة.

وخلص المتحدث إلى أن “شهر رمضان الكريم يظل بريئا كل البر اءة من كل السلوكيات المشينة التي تطفو على السطح وتُخلف مآسٍ ومشاكل اجتماعية متعدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى