خبير يكشف سبب جفاف الضايات بإفران ويدعو لإعادة النظر في السياسة الفلاحية
كشف خبير وباحث في المجال البيئي، في ندوة علمية نظمت بمدينة إفران، أن استنزاف الفرشة المائية في سقي مئات الهكتارات على صعيد الإقليم، يعد من بين العوامل الأساسية التي ترتب عنها جفاف عدد من الضايات، داعيا إلى مراجعة السياسة الفلاحية، سيما في ظل الوضعية الحرجة التي تمر بها بلادنا بفعل قلة التساقطات والتغيرات المناخية.
وفي معرض مداخلته، دق الباحث حسن أشيبان، ناقوس خطر الوضعية الحرجة التي تعرفها المنظومة البيئية على صعيد الإقليم، نتيجة التغيرات المناخية والاستنزاف غير العقلاني للفرشة المائية سيما في المجال الفلاحي.
وقدم الباحث عرضا معززا بمعطيات علمية، تظهر نضوب عدد من الضايات والمنظومات المائية، على صعيد الإقليم، الذي يعتبر خزانا طبيعيا للمياه الجوفية، يمكن اللجوء إليه في مواسم الجفاف، إلا أنه أصبح هو الآخر مهددا بفعل السقي الجائر لمئات الهكتارات الفلاحية، بمزروعات تستنزف كميات مهمة من المياه، كما هو الشأن للبصل والأشجار المثمرة.
وحسب ذات الباحث، فالتغيرات المناخية أثرت بشكل سلبي على المنظومة البيئية والإيكولوجية، وبشكل خاص على دول البحر الأبيض المتوسط، سيما المملكة وإقليم إفران الذي يزخر بتنوع بيولوجي هائل، بتوفره على ما يعادل 50 في المائة من الغابات الوطنية، المشكلة في غالبيتها من شجر الأرز، وهو صنف محلي نادر ويحظى بأهمية قصوى، كما تتوفر المنطقة كذلك على 75 في المائة من الفراشات والحشرات، و25 في المائة من الزواحف، و34 من الثديات، وكذا على 22 في المائة من النباتات التي تم إحصاؤها على الصعيد الوطني، وبالتالي فهي منطقة جد مهمة، وهي من بين العوامل الأساسية التي مكنت المملكة من تبوأ المرتبة الثانية عالميا بعد تركيا من حيث التنوع البيلوجي.
وقال الباحث، إن المنطقة تعرف حاليا وضعية حرجة تتمثل في جفاف مجموعة من المنظومات المائية كضاية عوا، ضاية حشلاف، ضاية إفراح، وحاليا بحيرة أكلمام سيدي علي، وهي منظومات مائية مصنفة على الصعيد الدولي، وذلك بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والتراجع الشديد للتساقطات الثلجية والمطرية، فضلا عن مجموعة من العوامل البشرية، كالاستعمالات الفلاحية.
ودعا الباحث، إلى اعتماد نمط استهلاك معقلن للموارد المائية، للحفاظ على ديمومة الخدمات البيئية والإيكولوجية التي تقدمها الأوساط البيئية النادرة المتواجدة على صعيد الإقليم، الذي يعتبر منطقة ذات طبيعة “كارستية” قادرة على تخزين كميات مهمة من التساقطات المطرية بشكل طبيعي، مشددا على كون الوضع الفلاحي لا يتماشى مع الوضعية الحالية، مؤكدا على ضرورة إيجاد توازن بين كميات المياه المستعملة في السقي، وحجم التساقطات والمياه الجوفية التي تزخر بها المنطقة، لضمان ديمومة مواردها المائية.