في خطوة مفاجئة؛ أعلنت دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو، أول أمس الأحد، انسحابها بمفعول فوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”.
وفي هذا السياق؛ أبرز عباس الوردي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط والمدير العام للمجلة الإفريقية للسياسات العامة، في تصريح خص به “برلمان.كوم“، أن “خروج ثلاث دول من ما يسمى بتجمع الإيكواس فيه إشارات قوية تؤكد على أن هذه الدول لم تعد تطيق وجود بعض الكيانات التي أصبحت تتدخل في شؤونها الداخلية وأصبحت تكيل بسياسة الكيل بمكيالين”.
وأضاف المحلل السياسي أنه “بطبيعة الحال، انسحاب هذه الدول من منطقة الإيكواس ستكون له مآلات تؤكد وبالملموس على انهيار هذا الكيان أولا، ثم كذلك على بناء مجموعة من الألوية القادرة على الصمود في مواجهة هذه الإشكالات العويصة التي سردت القليل منها قبل قليل”.
كما تأتي هذه الخطوة أيضا، حسب الخبير في العلاقات الدولية الإفريقية، “في إطار التوجه الجديد لبناء نظام عالمي جديد إفريقي، لأن الكل الآن يجمع على أن إفريقيا هي المرتع والمبتغى والمطلب في إطار البحث عن أسواق جديدة”.
وأشار الوردي إلى أن “النهضة الإفريقية قد ساهم فيها المغرب منذ سنوات خلت، وليس الشيء بالأمر الجديد، وإنما بناه على أساس البنية المشتركة والتعاون رابح-رابح وعلى أساس كذلك الاهتمام بالشراكة وبالروابط التاريخية والعميقة التي تجمع المملكة المغربية مع مجموعة من الشركاء الأفارقة والأشقاء الذين رأوا في النموذج المغربي نموذجا متفرقا في بناء هذا التوجه الجديد..”.
ومن جهة ثانية؛ سطر الوردي على أهمية “الدعم اللامشروط وكذلك الوصول للمبادرة المغربية لتجمع دول الساحل الثلاثة والعشرين وبناء تصور مندمج قادر على الإحاطة بمجموعة من الإشكاليات- التي تتربص بهذه الدول والتي تعتبر المملكة المغربية من الدول السابقة والتي لها تجارب في محاربة مثل هكذا ظواهر كالجريمة العابرة للحدود وكذلك الاتجار بالبشر وأيضا التدخل في الشؤون الداخلية للدول..”.
وأكد عباس الوردي أن دول الساحل “يرون كذلك في الملك محمد السادس الشخص الذي يحترم الحوار والعهد ويقرنه بالإنجاز، وكذلك الشخص الذي لا يبحث عن خلق الفتنة والبلبلة كما تقوم به مجموعة من الكيانات الضالة في العلاقات الدولية- وأخص بالذكر في هذا الباب الجزائر وأذنابها-“.
وخلص الخبير إلى أنه “على أساس كل ما تقدم ذكره؛ نؤكد على أن تجمع دول الساحل الثلاثة والعشرين سيعرف انطلاقة وكذلك ديناميكية استراتيجية ستؤكد بالملموس على أن الحنكة الملكية هي عنوان هذه المرحلة وعلى أن المغرب دولة من الدول الصاعدة التي تقدم جملة وتفصيلا مجموعة من المشاريع الكبرى التي تحاول من خلالها أن تبني المصير المشترك للدول المحيطة والجارة والصديقة، بل حتى البعيدة جغرافيا. وفي إطار ذلك إعطاء الدروس لمن يهمها الأمر، بأن الأمر لا يرتبط بغصة إنما يرتبط بمصير جيل بعد جيل”.