يلتزم المغرب التزاما تاما بمحاربة الهجرة غير الشرعية، يتضح ذلك من خلال العمليات التي يقوم بها بشكل دوري ومتواصل، حيث يتم الإعلان كل أسبوع عن توقيف أو إنقاذ عدد كبير من المهاجرين الأفارقة في السواحل المقابلة للمناطق الجنوبية للمملكة المغربية.
وفي هذا السياق، كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن مختلف عمليات التمشيط الساحلي والدوريات البحرية مكنت، يوم الجمعة المنصرم، من اعتراض ما مجموعه 269 مرشحا للهجرة غير الشرعية، كانوا يعتزمون التوجه إلى جزر الكناري، أوضحت القيادة، في بلاغ لها، أنه خلال ثلاث عمليات تمشيط منفصلة، نفذت على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب– غرب مدينة طانطان، تمكنت عناصر القوات المسلحة الملكية المكلفة بمراقبة الساحل، بالتعاون مع وحدات التمشيط، من إحباط ثلاث محاولات للهجرة غير الشرعية.
وحول الموضوع قال محمد أكضيض إن المغرب يُبدي التزامه الشديد بمحاربة الهجرة السرية والاتجار بالبشر والاتجار الدولي في المخدرات، وينخرط بصفة رائدة في محاربة الإرهاب، ولعل المناطق الجنوبية على المحيط الأطلسي تعرف ارتفاعا كبيرا للهجرة غير الشرعية القادمة من دول الساحل والصحراء.
وأضاف الخبير الأمني ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أنه من الأسباب التي تدفع هؤلاء الأشخاص إلى الهجرة نحو الشمال متعلقة بفرص الشغل، وكذلك توالي سنوات الجفاف في العديد من الدول الإفريقية، وخاصة في فئات الشباب وبعض الأحيان أطفال ونساء حوامل.
وأوضح المتحدث ذاته أن المغرب ملتزم بكل الاتفاقات الموقعة بخصوص محاربة الهجرة غير الشرعية وكذلك الجريمة المنظمة، وذلك كالتزام قانوني سواء محليا أو في المناطق التي تنشط فيها هذه العمليات.
وأشار أكضيض إلى أن المملكة المغربية تقوم بدور إنساني كبير يتمثل في إنقاذ هذه الأرواح، خاصة في وقت الارتدادات وهيجان البحر، حيث يُجازف هؤلاء من أجل الوصول إلى الشواطئ الأخرى وبالتالي تحقيق حلمهم الأوروبي، وخاصة نحو جزر الكناري الإسبانية.
وشدد الخبير الأمني على أن الجزائر تلعب دورا كبيرا في تدفقات الهجرة غير الشرعية، إذ تتهاون في مراقبة الحدود، وذلك منذ توتر علاقاتها مع إسبانيا، حيث توظف الآن هذه الورقة، وبالتالي رفعت يدها عن محاربة الظاهرة وتركت المتاجرين في البشر والمهاجرون يمرون من أمام أعين أجهزتها الأمنية المختلفة، دون أن تقوم بأي إجراء.
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أن المغرب يقوم بحملات صارمة جدا، خاصة في اتجاه مدينة سبتة المحتلة، حيث باتت عملية الهجرة مستحيلة ومنعدمة، وبالتالي القوات العمومية أحكمت قبضتها على الهجرة غير المشروعة، رغم بعض المحاولات اليائسة والقليلة والتي لا تتعدى رؤوس الأصابع.
وأوضح الخبير الأمني أن رجال الأمن الوطني على الشريط الساحلي بمدينة الفنيدق بالإضافة كذلك للقوات المساعدة والدرك الملكي، يعملون بشكل دؤوب على حسم الأمر وإنهاء كل المحاولات التي تهدف إلى تجاوز واقتحام سياج سبتة المحتلة.
وقال “إن هذه المجهودات الكبرى، أشادت بها إسبانيا، وذلك في بلاغات رسمية، حيث عبرت عن ثنائها على المجهودات التي تقوم بها الأجهزة المغربية، على اعتبار أن التعاون المغربي الإسباني محط اتفاقيات ثنائية وعمل رائد تعترف به الدولة الإيبيرية بشكل رسمي”، مضيفا أن “المملكة المغربية هي شريك موثوق بالنسبة لإسبانيا في مجالات عديدة ومن بينها محاربة الهجرة غير الشرعية”.