يعتزم المغرب إطلاق مشروع خاص بتبادل الطاقة الكهربائية مع دول غرب إفريقيا. وهو ما أعلن عنه عبد اللطيف برضاش، رئيس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء في المغرب، خلال كلمة له بلجنة البنيات الأساسية بمجلس النواب الأربعاء، أن المغرب أنجز عدة دراسات تهدف إلى فحص إمكانية ربط كهربائي بين المغرب وموريتانيا، وفي منظور أوسع، يسعى إلى ربط دول المغرب العربي ودول غرب إفريقيا على المستوى الاقتصادي والتقني.
وارتباطا بذلك؛ أكدت الدكتورة مينة مقبول، أستاذة العلوم الاقتصادية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين السبع بجامعة الحسن الثاني، أن “هذا المشروع يندرج من وجهة نظرنا في إطار سعي المملكة لترسيخ البعد القاري لدبلوماسيتها الاقتصادية وتقوية سياسة التعاون جنوب- جنوب”.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية، في تصريح لـ”برلمان.كوم“، إلى “أن دول إفريقيا جنوب غرب الصحراء (وخاصة القسم الفرنكفوني منها) مازالت تعاني من خصاص كبير على مستوى بنيتها التحتية، وكذا على مستوى تطور خدماتها الأساسية”.
ومن جهة أخرى؛ أبرزت مقبول أنه “وبغض النظر عن الطابع التقني للموضوع؛ تشكل هذه المبادرة وبالمطلق فرصة للمقاولات المغربية المعنية لتوسيع أنشطتها واكتساب تجربة ذات طابع قاري عابر للحدود من شأنها فتح آفاق استثمارية جديدة لهذه المقاولات لا يمكن إلا أن تخدم توسعها، وتقويتها ومكاسبها”.
وأضافت: “كما هو معلوم يعد الكهرباء عاملا من عوامل الإنتاج وتكلفته تؤثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للاقتصاد المعني”.
كما أكدت على أن “مساهمة المغرب في هذا المشروع ستعطي للخبرات وللمنتوج الاقتصادي الوطني أفضلية على مستوى الاستفادة من أسواق الدول المعنية بهذه المبادرة، مما سيعزز من مكانة المغرب كعَرَّاب وكفاعل اقتصادي على المستوى القاري”.
وسطرت الأكاديمية على أن هذه المكانة هي “معطى لا يمكنه إلا تعزيز مكانة المغرب على المستوى العربي والإقليمي كقوة يُحسب لها اقتصاديا وكذا سياسيا بالنظر للتداخل في عالم اليوم الذي تحكمه الجيوستراتيجيا بين الاقتصاد والسياسة”.