خبراء بـ”الحوارات الأطلسية” يتحدثون عن هشاشة الديمقراطية في زمن التكنولوجيا الحديثة
في إطار فعاليات مؤتمر “الحوارات الأطلسية” الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تناولت جلسة النقاش الخامسة اليوم الجمعة، موضوع “الديمقراطية على المحك: عام الانتخابات في منطقة المحيط الأطلسي الأوسع”، وجاءت المداخلات لتلقي الضوء على التحديات التي تواجه الديمقراطية في السياق العالمي الحالي، حيث أكد المتحدثون أن الديمقراطية تواجه أزمات عميقة تهدد استمراريتها.
وافتتحت كاسي فريمان، رئيسة والمديرة التنفيذية لـ “African Diaspora Consortium”، الجلسة بالإشارة إلى “أننا في خضم “ثورة ثقافية”، مشيرة إلى أن الديمقراطية تقف على حافة الهاوية”، وأوضحت أن هناك شكوكا متزايدة بين المواطنين حول كون الديمقراطية هي النظام الأفضل، ما يفتح المجال للتفكير في حلول بديلة قد تُعوض الديمقراطية التقليدية، مضيفة أن الحقائق الثابتة لم تعد موجودة، وأن الفكر النقدي في المدارس تم تهميشه، مما يُضعف قدرتها على إعداد مواطنين قادرين على التفكير المستقل والنقدي.
كما ناقشت نجاة فالو بلقاسم وزيرة فرنسية سابقة، أهمية المدارس الدامجة كمساحات للتعايش وتطوير الفكر النقدي، مشيرة إلى تأثير القوى الخارجية على التعليم، ومنتقدة السياسات التي تُفرض على المدارس والمدرسين، مما يعيق عملية تكوين التلاميذ ويُضعف من قدرتهم على التفاعل مع متطلبات الحياة الاجتماعية الحديثة.
وفي مداخلة أخرى، أشار رئيس الوزراء السابق الغيني إلى هشاشة الديمقراطية، مستعرضا تجربة غينيا كنموذج يُحتذى به، ومعتبرا أن سر نجاح غينيا يكمن في التعليم وتثقيف الشعب، حيث تحمل الشعب الغيني صعوبات كبيرة ولكن تمكن من تحقيق تماسك ديمقراطي يُمكن أن تتعلم منه الدول الأخرى.
باولو بورتاس تحدث عن ضرورة توسيع مفهوم الحرية، بما يشمل الحرية الشخصية والمدنية والاجتماعية، وأكد أن المؤسسات تلعب دورا محوريا في تقليل الآثار السلبية للتعددية والشعبوية، لكنه أشار إلى أن الديمقراطية الرقمية قد تمثل تهديدا للديمقراطية التمثيلية التقليدية، خاصة مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أدوات لتذكية النزاعات بدلا من حلها.
وختم بورتاس مداخلته بالإشارة إلى التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة على الديمقراطية، متسائلا عما إذا كانت المدارس اليوم قادرة على تعليم الأجيال القادمة كيفية التمييز بين الصواب والخطأ في عالم مليء بالمعلومات المضللة.
