خبراء: الجزائر تعتبر الراعي الرسمي للإرهاب في الساحل ومصدر كل شر في المنطقة

أعرب مجلس رؤساء دول اتحاد الساحل “AES”، عن أسفه الشديد لتدمير طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة والأمن لجمهورية مالي، تحمل رقم التسجيل TZ-98D، وذلك إثر “عمل عدائي” ارتكبه النظام الجزائري، خلال ليلة 31 مارس إلى 1 أبريل 2025، بمنطقة تنزواتين، دائرة أبايبرا، بإقليم كيدال.
وأكد مجلس رؤساء دول الاتحاد، في بلاغ رسمي، أن تدمير الطائرة المسيّرة المالية يُعد عدواناً يستهدف مجمل الدول الأعضاء في اتحاد الساحل “AES”، ويشكل أسلوباً خبيثاً في دعم الإرهاب والمساهمة في زعزعة استقرار المنطقة.
وارتباطا بهذا الموضوع، قال الحسين أولودي باحث في الجغرافيا السياسية والقضايا الأمنية، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن بيان مجلس رؤساء دول اتحاد الساحل “AES”، أظهر أن النظام العسكري اليوم، هو الراعي الرسمي للإرهاب في منطقة الساحل.
وأوضح المحلل، أن الجزائر لديها حدود مع سبع دول، وعلى مر السنوات، شهدنا أحداثا دامية فيها إرهاب واستفزاز، على النقاط الحدودية، وتطرف ودعم للانفصال، ولحالات عدم الاستقرار، وعدم الأمن بالمنطقة المغاربية، وتدخل النظام الجزائري في الحدود مع ليبيا ومع تونس، بالإضافة إلى العدوان الدائم والمستمر للنظام الجزائري ضد المملكة المغربية، ودعمه لجماعة البوليساريو الانفصالية.
وأضاف الخبير، أن أشقاءنا في الساحل تذوقوا اليوم مرارة هذا الدعم المستمر للإرهاب في المنطقة من طرف النظام الجزائري.
وتابع، أن البيان الصادر عن هذه الدول هو ترجمة لواقع مرير تعيشه بسبب النظام الجزائري ورعايته للحركات الانفصالية بها، واستفزازاته المستمرة وزعزعة الاستقرار بالمنطقة عن طريق العنف والجريمة المنظمة المرتبطة بشكل وثيق بالجماعات المسلحة وتجارة الأسلحة والمخدرات.
وأردف المحلل، أن الجميع يعلم حجم الارتباط الوثيق بين الجماعات والحركات المسلحة بمنطقة الساحل وفي الجزائر، حيث هناك ارتباط في تأمين طرق توزيع الممنوعات في المنطقة، خصوصا وأن هناك دعم جزائري كبير يتم تقديمه لهذه الجماعات الانفصالية، مضيفا أن جميع الفصائل الإرهابية والجماعات المتطرفة والمسلحة المتواجدة في منطقة الساحل والدول المغاربية، ترعرعت بمباركة المساعدات التي يقدمها النظام العسكري الجزائري.
وأشار الخبير، إلى أنه اليوم أصبح الجميع يعلم أن الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة هو النظام العسكري الجزائري، بالإضافة إلى تأجيج الطائفية وسط دول الساحل والعرقية، حيث أن النظام الجزائري يفعل ما لا يفعله أي نظام آخر في العالم.
واعتبر الحسين أولودي، أن ما قامت به دول الساحل من بيان تنديدي ضد الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية التي تقوم بها الجماعات التي يدعمها النظام الجزائري في هذه الدول من أجل الحروب الأهلية والبلبلة، فهي تدل على دعم الأعمال الإرهابية من طرف العسكر الجزائري.
وأكد، أن النظام العسكري كرس كل أموال النفط والغاز والثروات الطبيعية، من أجل دعم الإرهاب في المنطقة ككل، فيما قام بإلهاء الشعب الجزائري المغلوب على أمره.
وكشف الخبير، أن جل قادة الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية في المنطقة، هم من أصول جزائرية، وأولهم عبد القادر المختار بلمختار، وغيرهم من القادة الإرهابيين، مشيرا إلى أن العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الدولية، تتوفر على تقارير تورط هذا النظام في زعزعة الاستقرار في المنطقة، مضيفا، أن دول الساحل برهنت على كون النظام الجزائري ليس جارا صديقا بل عدوا.
وأبرز الخبير، أن الأوضاع الأمنية ستعرف تصعيدا غير مسبوق بين الجزائر ومالي، وبين الجزائر ودول الساحل، خصوصا وأن استفزازات النظام الجزائري لن تقف عند هذا الحد، بل ستستمر لأنه نظام عدائي ويعتمد على عدم الثقة في نفسه، وتصدير الأزمات الداخلية لدول الجوار.
وقال الخبير، إن الجزائر تتدخل في ليبيا وموريتانيا وتونس وفي المغرب، وسيأتي وقت، ستتفق فيه هذه الدول، وتدين الجزائر على ممارساتها العدوانية، وعلى أن الجزائر هي السبب في الإجرام والإرهاب.
واختتم الخبير تصريحه، قائلا، إن “النظام الجزائري، سيكون في عزلة إقليمية وقارية ودولية، وذلك بسبب دعمه للانفصال والإرهاب في القارة الإفريقية”.
من جهته، أكد الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العمومية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن البيان المذكور يكشف بالواضح دعم النظام العسكري الجزائري، للجماعات المسلحة والإرهابية في منطقة الساحل.
وقال محمد بنطلحة، إن جارة السوء الجزائر توظف الجماعات الإرهابية في الجوار بغية ابتزاز هذه الدول، وهذا الأمر ليس بجديد على الجزائر التي تحتضن وترعى الجماعات الإرهابية على غرار جماعة البوليساريو الإرهابية، كما أن جل الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة قد تم تفريخها في الجزائر للمساس بالدول المجاورة، والتي تمول من الصناديق السوداء الجزائرية.
وأشار إلى أنه، لا يخفى على المراقبين الدوليين أن مؤسس تنظيم داعش في الساحل، هو من مخيمات تندوف، بالإضافة إلى احتضان الجزائر لكل الأنشطة الإرهابية والإجرامية، في كل منطقة الساحل، مضيفا أن النظام العسكري الراعي والحاضن للإرهاب، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حاسمة في حقه، لوقف هذا العدوان على دول الجوار.
وأردف، أن الجزائر محور الشر في منطقة المغرب العربي ودول الساحل، ولا خلاص في المنطقة إلا بدفع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف هذا السرطان المنتشر في المنطقة.