بمناسبة حلول الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء ألقى الملك محمد السادس خطابا تابعه الشعب المغربي ومجموعة من المحللين السياسيين ومختصين في مجالات مختلفة عن كثب، بهذا الصدد قال الباحث المغربي المتخصص في العلوم السياسية، إن “خطاب الملك رصد البعد التاريخي للقضية وذلك باستحضار بعض المحطات المفصلية فيها”.
وأشار حياني أن خطاب العاهل المغربي اقتصر على حدث المسيرة الخضراء وعلى ملف الصحراء ومختلف الارتباطات المتعلقة بالقضية، سواء من خلال الحرص على التذكير ورصد البعد التاريخي للقضية”.
وأوضح حياني أن ملك المغرب “استحضر بعض المحطات المفصلية التي كانت سابقة على إثارة المشكل دوليا، كخطاب المحاميد الغزلان في فبراير ،1958 أو في سنة 1963 عند تسجيل القضية أمميا، أي حتى قبل تأسيس وميلاد الدولة الجزائرية الحالية، وهو الأمر الذي فيه إشارات مبطنة للجارة الشرقية”.
وذكر حياني أن الملك محمد السادس “سعى إلى بعث عدة رسائل للأطراف المتدخلة في النزاع، سواء تلك المرتبطة به بشكل مباشر -أي الجزائر وجبهة البوليساريو-من خلال تأكيده على الرفض التام لأي صيغة لا تراعي الحقوق التاريخية للمغرب أو خارج خيار الحكم الذاتي.”
وأوضح حياني أن العاهل المغربيوجه رسالة أيضا “للأطراف والقوى الخارجية الكبرى من خلال إشارته إلى إقحام مواضيع وقضايا أخرى في الملف، وذلك في إشارة إلى ورقة حقوق الإنسان التي أصبحت الرهان الأساسي للطرف الآخر للضغط على المغرب وإحراجه في القضية، لكن مع حرصه على التأكيد بالالتزام بالمرجعية والرؤية الأممية لحل المشكل”.
وأضاف حياني أن “الخطاب أيضا كان فرصة لتسويق الرؤية التنموية المغربية للأقاليم، وذلك بالتذكير بالمشاريع التي تم الشروع فيها لتأهيل المنطقة، مع التأكيد على عدم الركون للإنتظارية، وأيضا إشارة العاهل إلى عدم الاقتصار في ذلك على الجانب الاقتصادي وإنما يشمل الجوانب الأخرى كالاجتماعية والثقافية بالخصوص الثقافة الحسانية والتعريف بها وتوفير البنية التحتية لها في إطار الهوية المغربية الموحدة”.
