أمام جملة من الأسئلة في كل المواضيع، التي تناوب في طرحها عليه ثلاثة إعلاميين، كانت أجوبة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في الحوار الذي اختار أن يطل به على المغاربة من خلال شاشات القنوات الوطنية، مساء السبت، مقتضبة ديبلوماسية باردة ومتضاربة في بعض الأحيان.
العثماني الذي حافظ على القلم الأسود بين يدي أصابع اليمنى، في استعداد تام لكل سؤال وتساؤل، من طرف الصحفيين المكلفين باستنطاقه، حول “كل القضايا” دون تحديد محاور للقاء المباشر، كانت بعض أجوبته غريبة، وطريفة في بعض الأحيان، ومنها حديثه عن بارون المخدرات المعتقل مؤخرا في هولندا، عندما سماه قائلا “سي شعو”، وكذلك الأمر عند حديثه عن تحرير سعر صرف الدرهم، عندما قال للصحافيين إنه سيتم العمل على تحضير “شوية ديال الدراسات” من أجل فهم مشكل القرار.
الأسئلة التي خصصت للعثماني من أجل الحديث عن الأزمة الداخلية لحزبه العدالة والتنمية، والتي بلغت في آخر اجتماع لأمانته العامة، ذروتها التي تنذر بانفجار داخلي قريب للحزب، اختار فيها تكرار نفس كلام بنكيران ونائبه سليمان العمراني، دون أن يقر برفض الحزب تدبيره الشخصي للمرحلة الحكومية، ودون أن يضيف أيضا أي جديد غير تأكيده على أن المجلس الوطني للحزب الذي يرأسه هو فقط من سيحسم في ترشحه للأمانة العامة للحزب.
المميز فقط في حوار العثماني بحسب متابعين له على امتداد ساعة ونصف “جملة من التطمينات بعيدة عن الإقناع” على كل القضايا، فيما تعلق منها بالوضع ومشاريع الحسيمة، وما ارتبط بقضايا قطاع التعليم، ثم طمأنة كبرى أيضا حد “إمكانية” التراجع عن قرار تعويم الدرهم المغربي “إن لم يكن القرار في صالح المغرب”، بحسب تعبير العثماني.