الأخبارسياسةمستجدات

حزب التحرير الإسلامي يوظف خطابات محتجي الحسيمة لإعلان “الخلافة” في المغرب!

الخط :
إستمع للمقال

عندما نادى عقلاء هذا الوطن بضرورة وقف الهواية في تدبير ملف الريف، وتحكيم صوت العقل عما دونه من أصوات، حماية لهذا الوطن من كيد الكائدين وسعي المتربصين، والكف عن مثل تلك التصرفات التي اشتهر بها الزفزافي المعتقل، ورفاقه التابعون دون تفكير، اعتبر البعض هناك بأن الأمر لا يعدو كونه مجرد “ترهيب وتهويل واتهامات فارغة لا أساس لها من الصحة”، لكن عندما تطفو على السطح بوادر “مؤامرات خارجية”، تحاول استغلال خطابات بعض “الريفيين” الموغلة في الشعبوية، يجب على أولئك الصمت والتمعن، حماية للمصلحة العامة المشتركة بين الجميع.

الجديد هذه المرة في سياق سعي جهات خارجية وبعيدة -تباعد الغرب والشرق-، عن المغرب وخصوصيات تدبير ملفاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ما كشفت عنه منظمة إرهابية على شكل “حزب سياسي” استطاعت اختراق عدد من الدول العربية والأسيوية والأوروبية، على امتداد أكثر من خمس عقود، وتدعى “حزب التحرير الإسلامي”، من خلال “مقال تنظيري” نشرته مؤخرا وحاولت فيه حسب رأيها “الادلاء بدلوها” في قضية الحسيمة، لكن بمقاربة خبيثة تحمل من الطمع والكيد للمغرب، أكثر مما حاولت فيها تأليف قلوب “الحسيميين” ومن شاء مساندتهم في أسلوب احتجاجهم وجعجعتهم.

“حزب التحرير” الذي يعتبر أول تنظيم إرهابي استطاع أن ينازع “دولة البغدادي” وقبلها “قاعدة بن لادن” على ما يسمى بـ”الخلافة الراشدة” في إطار قانوني معترف به منذ انطلاقه في خمسينيات القرن الماضي، في عدد من الدول، انطلاقا من فلسطين ثم الأردن وبعدها مصر وتونس وماليزيا وإندونيسيا، نشر مؤخرا مقالا على جريدته المسماة “الراية” اعتبر فيها، أن الأحداث في الحسيمة “تعكس بوضوحٍ عمق الاحتقان الكامن في نفوس الناس، ومدى خيبة الأمل وانعدام الثقة”، حسب رأيه.

ولم يكتف مقال موقع “الحزب المشبوه دوليا” والذي تم حظره مؤخرا في إندونيسيا، بمثل ذلك الكلام لكاتبه، الذي تنقل على ما يبدو بين خطابات وشعارات محتجي الحسيمة وزعمائهم ومن يساندهم، لالتقاط ما يوافق هواه وهوى حزبه -بدليل جهله بحقيقة كل ما ورد في المقال- بل اعتبر أن “وجود أجواء الطمأنينة داخل الدولة وتنفس الاحتقان بين الأمة والحاكم.. لا ولن توجد إلا في دولة الخلافة على منهاج النبوة، ووحده الخليفة المبايع على كتاب الله وسنة رسوله..” على حد تعبير الكاتب الطامع.

فهل يعي محتجو الحسيمة اليوم حجم الخطر المحدق بهذا الوطن من طرف المتربصين والمنتظرين للحظة انفجار الوضع لاستغلاله نحو الأسوأ وقيادة المغرب للمستقبل المجهول؟ وهل يعي هؤلاء فعلا فيما بقي لهم من وقت قليل، مدى مساهمتهم بمثل مقاربتهم التصعيدية تلك، اتجاه الدولة في قضيتهم الاجتماعية، لحدود سياسية، كما حدث مع دعوات الاحتجاج الأخيرة يوم الاحتفال بمناسبة عيد العرش هذا العام، في تأجيج الوضع نحو الأسوأ وفتح المجال رحبا واسعا أمام مجرمين، استولوا ظلما وكذبا على مفاهيم دينية قديمة، هي في أصلها ملك للجميع، وقد انتهى سياقيها السياسي مع انطلاق عهد الدولة الحديثة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى