في تقرير لها حول أنشطة مجموعة “اتصالات المغرب” في البلدان الافريقية، أبرزت مجلة “جون أفريك” أن المجموعة تعتبر من بين المقاولات الرائدة على مستوى التواجد والانتشار في افريقيا جنوب الصحراء، حيث أصبحت هذه البلدان ضمن الأسواق المهمة التي يتواجد بها الفاعل الأول في قطاع الهاتف النقال بالمغرب.
وقالت المجلة الفرنسية إن نجاح “الهجوم الافريقي” لاتصالات المغرب أصبح اليوم شيئا ملموسا في حسابات المجموعة، بما في ذلك عملياتها الأخيرة لسنة 2015. وأشار إلى أن المجموعة أوضحت في 24 أبريل الماضي بمناسبة الإعلان عن حصيلتها للثلاثة أشهر الأخيرة، أن فرعوها الجديدة، (Moov) في كل من البنين، الطوغو، النيجر، وكوت ديفوار، وإفريقيا الوسطى، أصبحت الآن تعطي نتائج إيجابية.
وذكرت أن اتصالات المغرب، التي يرأسها عبد السلام أحيزون، كان لها دور رائد في الدفعة القوية التي أعطاها الملك محمد السادس للمقاولات المغربية الكبرى في اتجاه دول الجنوب. وهي تتواجد اليوم في 9 بلدان افريقية بحضيرة للهاتف النقال قوامها 33 مليون مستعمل ورقم معاملات يتجاوز 15 مليار درهم (نحو 1.375 مليار يورو) ، وبذلك أصبحت المجموعة واحدة من الشركات الأكثر دينامية في قطاع الاتصالات على مستوى افريقيا الغربية والوسطى.
وأوضحت المجلة أن الفاعل المغربي العملاق في قطاع الاتصالات ، بدأ خطواته الأولى في افريقيا منذ 2001 ، عندما كانت ما تزال تابعة لشركة فيفاندي الفرنسية ، حيث شاركت في عملية خوصصت اتصالات موريتانيا (Mauritel) ، عندما استولت على غالبية رأسمال الفاعل الموريتاني في مجال الاتصالات، وتبعا لذلك أصبح تابعا لاتصالات المغرب بحوالي 38 مليون دولار (43 مليون أورو) .
وحسب أحد رجال البنوك، تقول جون أفريك، فإن اتصالات المغرب فاجأت الجميع بقدرتها على إعادة الروح والحيوية لفاعل اقتصادي وتحويله إلى مقاولة مربعة بعد أن كانت على حافة الإفلاس.
وتابعت المجلة أنه بعد نجاحها مع اتصالات موريتانيا كررت نفس العملية 5 سنوات من بعد في بوركينافاسو، ثم في الغابون سنة 2007 ومالي سنة 2009 .
هذه الصفقات التي حققتها اتصالات المغرب أغاضت الشركات الأوروبية العملاقة العاملة في قطاع الاتصالات، مثل فرانس تليكوم، وتلفونيكا، والبرتغال تليكوم في ذلك الوقت، وهي التي لم تكن متعودة كثيرا على أن تقوم مقاولات افريقية على منافستها في قطاع تعتبره حكرا عليها، تقول المجلة.
وأضافت أن اقتنائها للشركات الافريقية الأربع والتي دفعت مقابلها نحو 600 مليون دولار (427 مليون يورو)، كان استثمارا مربحا ، حيث بلغ رقم معاملات الفروع الأربعة في 2014 نحو 9 مليار درهم (817 مليون يورو).
وأشارت إلى هذا النجاح الذي حققته اتصالات المغرب جعل المساهم الكبير الجديد في رأسمال الشركة، اتصالات الامارات، تسند للمجموعة المغربية سنة 2015 مسؤولية إدارة فروعها المتواجدة في بلدان افريقيا الناطقة بالفرنسية، والتي كانت هي الأخرى تجتاز آن ذلك وضعية صعبة.
مقابل 474 مليون يورو، تقول المجلة الفرنسية، وضعت اتصالات المغرب قدمها في مل من البنين والطوغو والنيجر والكوت ديفوار وافريقيا الوسطى، وذلك “على الرغم من “المنافسة القوية لفاعلين سبقونا لهذه بلدان”، يقول عبد السلام أحيزون، مثل أورانج الفرنسية و MTN التابعة لجنوب افريقيا.
واليوم، تقول جنون أفريك، تحقق اتصالات المغرب توسعا هائلا على مستوى القارة، بما لا يقل عن 43 % من رقم المعاملات و36 % من الناتج الخام للاستغلال الناجم من فروعها الافريقية. ولتحقيق هذه النتائج لم تتردد اتصالات المغرب في توفير الوسائل اللازمة، حيث استثمرت 20 مليار درهم. وفي 9 من بين 10 فروعها الافريقية أصبح معدل تغطيتها للساكنة يتجاوز 90 %، فيما يشهد عدد المشتركين تزايدا مضطردا. كما أعلن رئيس المجموعة عبد السلام أحيزون عزم اتصالات المغرب في رفع حجم الاستثمارات في غضون السنوات المقادم.
وأضاف أن ولوج الساكنة لتكنولوجيا الاتصالات،”فإن استثماراتنا تساهم في التنمية الاقتصادية وتقوية الجاذبية” في افريقيا، حيث من المقرر أن ينتقل حجم هذه الاستثمارات من ابتداء من 2017 ، 5 مليار درهم في السنة، أي بما يفوق 25 % مما تحقق سنة 2016.
غير أن أحيزون يرى أن “أكبر المصاعب التي تواجهها اتصالات المغرب تكمن في الرسوم الضريبية المفروضة على قطاع الاتصالات، مما قد يمثل في بعض الدول عقبة أمام الاستثمار”. وأن كان ذلك لا يثبط عزم المجموعة المغربية في المضي قدما في سياسة التوسع والانتشار التي تنهجها على المستوى الافريقي.