شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط في محاكمة المتهم بارتكاب مجزرة حي الرحمة بسلا، التي خلفت مقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة وحرق جثثهم بالكامل، بعد أن تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها الإسبانية في ماي سنة 2022.
وكشفت جريدة الأخبار التي أوردت التفاصيل الجديدة عن الملف، أن رئيس الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية قرر تأجيل الشروع في مناقشة الملف، نزولا عند طلب هيئة الدفاع التي طالبت بمهلة للاطلاع على تفاصيل الملف، وإعداد الدفوعات والمرافعات اللازمة.
ويتابع المتهم الخمسيني بتهم ثقيلة تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإضرام النار في مسكن، واستعمال أساليب وحشية لتنفيذ الجريمة البشعة في حق الضحايا.
وكانت مدينة سلا بتاريخ 6 فبراير2021 قد اهتزت على جريمة غير مسبوقة في المغرب، لبشاعتها ولعدد ضحاياها الذين كانوا من عائلة واحدة، حيث تم العثور في منطقة الواد التابعة لأمن حي الرحمة بسلا، على 6 جثث متفحمة، رجلان وقاصر وامرأتان، ورضيعة، حيث تم حرقهم بعد ذبحهم.
السلطات الأمنية الإسبانية قد نجحت في 25 ماي من سنة 2021، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لنظيرتها المغربية، في إيقاف المعني وهو مهاجر مغربي مزداد سنة 1963 بمدينة مشرع بلقصيري ويشتغل بإحدى شركات الغاز بالديار الإسبانية، وذلك على خلفية الاشتباه في ضلوعه المباشر في مجزرة سلا.
واستنادا إلى التحريات الأولية، فإن المتهم الذي خضع لتحقيقات تمهيدية لدى شرطة العاصمة الإسبانية مدريد لمدة أشهر، كان قد دخل في نزاع مع أسرته بالمغرب حول الإرث، وتحديدا مع شقيقه الذي تمت تصفيته إلى جانب أولاده وزوجة ابنه، قبل أن يتم اعتقاله من طرف الأمن الإسباني في بلدة “Castellón” جنوب إسبانيا، بعد عملية رصد دقيقة ساهمت فيها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمغرب.