الأخباررأي في قضيةمستجدات

جماهري يكتب: والعالم ما زال يكتب البيانات ويجدد الدعوات من أجل التعجيل به..  دلالة أول اختراق إنساني برِّي كبير قام به الملك محمد السادس 

الخط :
إستمع للمقال

خصص عبد الحميد جماهري، رئيس تحرير ومدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، عموده “كسر الخاطر”، في عدد الجريدة الصادر يوم غد الخميس 14 مارس الجاري، للحديث عن المبادرة الملكية الإنسانية المتمثلة في تخصيص مساعدات غذائية مهمة لفائدة سكان غزة والقدس الشريف، مع الحرص على تسليم هذه المساعدات بشكل مباشر عن طريق ممر بري، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تؤكد بالملموس التزام الملك محمد السادس الدفاع عن القضية الفلسطينية وجعلها في مثابة القضية الوطنية الأولى للمملكة قضية الصحراء المغربية.

واختار جماهري لعموده “كسر الخاطر”، المتعلق بهذا الموضوع، عنوان “والعالم ما زال يكتب البيانات ويجدد الدعوات من أجل التعجيل به..  دلالة أول اختراق إنساني برِّي كبير قام به محمد السادس”، وجاء فيه ما يلي:

ما من شك أن الكثيرين، من المغاربة أو غير المغاربة، كانوا يحدسون أن الالتزام الفلسطيني لملك البلاد وإيمانه العميق بالرسالة الحضارية للمغرب في حماية الشعب الفلسطيني، كما تكرست منذ عقود، بل عبر قرون، سيفرز حركة مباركة تكون للمغرب فيها أسبقية وطابعا تاريخيا. وكذلك جاءت مبادرة الطريق البري لتقديم المساعدة.

بطبيعة الحال، هناك قاموس عاطفي يرافق هذه الخطوة، ويعطيها كل شحناتها الأخلاقية والإنسانية، ولعل المخول الأول للتعبير بمفرداته، هم الفلسطينيون أنفسهم، وهم لم يبخلوا بأي مصنف لغوي عاطفي لذلك ( انظر صفحة الردود )، كما أن المغاربة شعروا بأن الخبر السار، بالرغم من سياقه الكارثي والجنائي، بوأهم الصدارة في التعاضد مع إخوانهم الفلسطينيين.

لقد ناب عنهم ملكهم في المبادرة التي لا تحتاج إلى لغة..

كان السخاء الإنساني للملك يحمل رسالة شعب وأمة بكاملها.. وتجلى ذلك في المبادرة نفسها التي تعد سابقة ورائدة، كما في السخاء الخاص لجلالة الملك، الذي تكفل بجزء كبير من المساعدة المقدمة، لا سيما تلك الموجهة للرضع والأطفال الصغار.

أما في الجملة الديبلوماسية والقاموس الجاف للعلاقات الدولية، نجد أن من بين كل الطرق التي تسلكها دول العالم، على قلتها، لإيصال المساعدات، اختار المغرب الأكثر نجاعة والتفاوض على الأكثر فاعلية، ربحا للزمن والمسافة والآلام..

وسيسجل لملك المغرب، الذي جعل من مساندة وتأمين الحياة الكريمة للمقدسيين التزاما يكتب في ديمومة إيمانه بالعمل من أجل المقدسيين ومدينة القدس وحماية هويتها الدينية، بعيدا عن التهويد والتنكيل والتهجير، أنه كان أول رئيس دولة في العالم، بعد خمسة أشهر من حرب غزة، يقدم على ما كان العالم كله يحرر فيه البيانات وكانت الجمعيات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة تسعى إلى جعله حقيقة: أي التركيز على المدخل البري لوصول المساعدات.

 ومن حق المغاربة أن يقرأوا، بفخر، بيان بلادهم وهو يشير إلى أن “المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين”.»

 لقد اكتفت المنظمات والأشخاص بمستوى الأمل وتغذية الأمل، كما هو حال رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن إبحار السفينة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) الإسبانية غير الحكومية، من ميناء لارنكا في قبرص صباح الثلاثاء، وهي أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، يبعث “على الأمل”.

2- دولة مثل الولايات المتحدة، غادرت سفينتها العسكرية السبت محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ شحنات المساعدات، وهو ما قد يستغرق 60 يوما. وهي مدة تعادل نصف مدة الوقت الذي انقضى من الحرب، والتي كلفت إلى حدود الساعة قرابة ثلاثين ألف شهيد.

# تجربة الطرود، والتي ساهم فيها المغرب، لا تبدو كافية، ولا تبدو ذات نجاعة، في الخروج من الوضع اللاإنساني الرهيب الذي تعيش تحته المدينة الفلسطينية..

3- المبادرة المغربية الملكية الروح، أنزلها على التطبيق العملي ما كانت الأمم المتحدة وما زالت تعتبره الحل الأنجع:ذلك أن إرسال المساعدات عن طريق البحر وعمليات الإنزال الجوي التي تشارك فيها عدة دول وتنفذ يوميا منذ أسابيع، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.

 4- المبادرة الملكية، التي تفعل البند الاستعجالي الذي تلح عليه الأمم المتحدة والبرنامج العالمي للتغذية لإنقاذ الفلسطينيين، وجدت الجواب في أول أيام رمضان..

5- العنصر الخامس، وهو بالأهمية بمكان، هو تفعيل معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة، وهو طريق غير مسبوق، ولا يتعثر في الحسابات الإقليمية والدولية التي تحكم تسيير المعابر الأخرى.

6 – الواضح بأن الوساطة، إقليمية كانت أو دولية، تكاد تنعدم في هذه الخطوة المغربية باعتبار. أن المساعدات نقلت إلى معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة حيث أصبحت في عهدة الهلال الأحمر الفلسطيني.

 وقد أفادنا المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، رائد النمس، بما سيؤول إليه أمرها، بحيث صرح أن هذه المساعدات سيتم توزيعها بتعاون مع مؤسسات العمل الخيري المحلية ومع المنظمات التي تعمل من جهتها على إيصالها إلى النازحين وأيضا إلى القطاع الصحي ومراكز الإيواء، التي يتواجد بها نحو مليون وتسعمائة ألف نازح في قطاع غزة يفتقرون لأدنى مقومات الحياة اليومية.

 هذا الوضع الطارئ، حيث الفلسطينيون ولاسيما الأكثر هشاشة وضعفا، الأطفال الرضع والأطفال والنساء والمرضى والشيوخ، يعيشون تحت التهديد المزدوج للجوع والمرض والحرب، لم يلغ الثوابت، وما هو في حكم الإرث المغربي الخالد، من خلال دعم استمرار عمل المؤسسات، ومنها بيت مال القدس، ومواصلة الخطة التي تم وضعها لمساعدة المقدسيين على الصمود والحفاظ على هوية مكانهم وفضاءاتهم الروحية والعمرانية والاجتماعية والثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى