الأخبارسياسةمستجدات

جماهري يكتب: المغرب جسر العبور الإيطالي الإفريقي 

الخط :
إستمع للمقال

خصص عبد الحميد جماهري، رئيس تحرير ومدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، عموده “كسر الخاطر”، في عدد الجريدة الصادر يوم غد الثلاثاء 30 يناير الجاري، للحديث عن القمة الإيطالية الإفريقية.

واختار جماهري لعموده “كسر الخاطر”، المتعلق بهذا الموضوع، عنوان “المغرب جسر العبور الإيطالي الإفريقي”، وجاء فيه ما يلي:

 طورت إيطاليا، في مدة 15 شهرا من حكم السيدة ميلوني، خطابا تبدو فيه قارتنا السمراء أكبر من أولوية جيوسياسية، بل صارت قدرا جيوسياسيا  واستراتيجيا، وقد تقدمت على هذا المستوى باحتضان القمة الأولى من نوعها في الاتحاد الأوروبي، هي التي بادرت إلى تحديد مرتكزين اثنين في سياستها تجاه الهجرة: الأول وهو القطع مع سياسة الافتراس، والتي مورست ضد القارة بنيات نيو استعمارية واضحة، والندية في العلاقات…

أولا، الرسالة واضحة لدولة أوروبية بالخصوص، بحيث أنها تريد أن ينسى الأفارقة النزعة الفرنسية في تدبير العلاقة بين القارة الشمالية والقارة الجنوبية، ومن المنتظر أن تكشف روما عن خطة ماتيي، باسم المؤسس الشهير للشركة الوطنية للمحروقات “انتي نازيونالي ديكاربوري”، ENI، وهو اسم نعرفه في المغرب جيدا لأنه كان وراء مرافقة المغرب في تشييد شركة “لاسامير” الكبيرة، في سياق مرافقة الدول الحديثة العهد بالاستقلال في بناء مقومات استقلالها الاقتصادي لا سيما في مجال المحروقات.

 إيطاليا لها  رهاناتها كأول بلد أوروبي يحتضن قمة مع إفريقيا، وهي الدولة التي ترأس مجموعة السبعة الكبار، وتريد موقعا دوليا في مجالها، ومن رهاناتها، الطاقة والهجرة إضافة إلى مشروع خطة للتنمية في القارة.

 كما أن إيطاليا بالقمة الحالية تستمر في سياق المؤتمر الدولي حول الهجرة والتنمية الذي تم في يوليوز 2023 …

 وعليه فإن من رهانات الدولة الإيطالية أن تكون جسرا جغرافيا وسياسيا بين القارتين، ولكن على أساس اهتمامين كبيرين هما الهجرة والطاقة…

 على مستوى الهجرة يمثل المغرب الشريك المنشود، رئيس الحكومة يمثل ملك البلاد الذي هو رائد الاتحاد الإفريقي في شؤون الهجرة بتفويض من الأفارقة أنفسهم، كما أن القارة  الإفريقية تتقدم إلى القمة الحالية من خلال الأجندة الإفريقية للهجرة التي كان وراءها ملك المغرب، ومن خلال كون المغرب هو الوديع المعنوي العالمي بشأن هجرة آمنة ونظامية ومشروعة، ولعل الأهم هو أن المغرب يوجد في وضع مريح أخلاقيا وسياسيا، لأن مقاربته صارت مقاربة عالمية من خلال ميثاق مراكش الذي تبنته الأمم المتحدة، وأيضا باعتبار أن دفاعه عن مقاربة مبنية على فلسفة إنسانية أصبح خارطة طريق دولية ، وهو البلد الذي يحتضن المرصد الإفريقي للهجرة، وقد راكم تجربة في تدبير الهجرة في الحوض المتوسطي بطريقة تجعله الجسر الإجباري في معالجتها..

 أضف إلى ذلك أنه بلد طور تجربة تشريعية في تدبير الهجرة فوق ترابه، ولعله البلد الجنوبي الوحيد الذي يتصرف لحل مشاكل الشمال التي بدأت تتوطنه وتستوطنه..

ومن الحسنات اليوم أن فلسفته في تدبير الهجرة تعطي الأولوية للإمكانات وليس الاقتصار على المخاطر الكامنة في الهجرة …

ومن المفيد أن نشير إلى أن المغرب مرتاح سياسيا وأخلاقيا بما أن القيم والمقاربة قد أصبحتا قناعة دولية تنتظر التفعيل الأحسن  ولا ننسى في السياق ذاته أن الحكومة اليمينية التي كانت تتحدث عن حصار بحري للهجرة صارت تدعو إلى مقاربة متكافئة وجديدة للتدفق الكبير…

على المستوى الطاقى، هناك الأنبوب الأفرو أطلسي بينه وبين نيجيريا، وقد أصبحت رهاناته وما يقدمه من حلول معروفة إضافة إلى ما يقدمه من طاقات بديلة

على مستوى التنمية والهجرة فقد نالت هذه الجدلية حظها من المتابعة، وما هو مطروح من خلال الأهداف المتفق عليها اليوم أن المغرب يتوفر على العديد من الأوراق، وهو صديق لا محيد عنه يملك المصداقية والثقة من طرف الأفارقة، وله شبكة من الاتفاقيات والعلاقات والأبناك، التي يمكن الاعتماد عليها في تفعيل كل بنود التنمية المتوخاة، أضف إلى ذلك مشروعه الاستراتيجي على الواجهة الأطلسية، وهو المستثمر الإفريقي الأول في القارة ، مما جعله يتحدث  من موقع دولة جعلت القارة محورا استراتيجيا بالنسبة له…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى