تونس تخلد ذكرى ثورة الياسمين وسط تصاعد حدة الاحتجاجات وإقرار الحكومة بفشلها
شهد عدة مدن في الجنوب التونسي خلال اليومين الماضيين مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين يطالبون بتوفير فرص حقيقية للتنمية والحد من البطالة.
وقد تصاعدت حركة الاحتجاجات، التي جاءت مواكبة لاحتفال تونس بالذكرة السادسة لما عرف بـ”ثورة الياسمين” التي أطاحت سنة2011 بنظام زين العابدين بن علي، في مدن بن قردان، على الحدود مع ليبيا وسيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة والمكناسي ومنزل بوزيان وقفصة، حيث لجأت قوات الأمن الى استعمال قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين الغاضبين .
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد صرح أول أمس الجمعة أن الحكومات المتعاقبة على تونس منذ 2011 فشلت في تحقيق التنمية الاقتصادية التي طالب بها الشعب خلال الثورة.
وقال الشاهد “إذا أردنا أن تصبح هذه الديمقراطية صلبة وقوية (..)، يجب أن تحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للثورة وهي الكرامة والتشغيل. وهنا لم ننجح لأن البطالة زادت والفوارق الاجتماعية زادت والجهات (المناطق) المهمشة لا تزال مهمشة”.
وفي العاصمة تجمع حشود من المواطنين وأنصار الأحزاب السياسية ومنظمات غير حكومية في شارع الحبيب بورقيبة وسط إجراءات أمنية كبيرة تحسبا من هجمات جهادية.
وفي الجنوب شهدت ولاية سيدي بوزيد وسط البلاد ، احتجاجات على عدم توفر فرص العمل وغياب التنمية ، وتعالت أصوات المحتجين مرددين شعارات مناهضة للحكومة ، من قبيل “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق”، و”شغل..حرية..كرامة وطنية”، وهما ضمن الهتافات الرئيسية للثورة التونسية.
وفي ولاية قفصة وسط تونس، التي زرها الرئيس الباجي قائد السبسي يوم أمس السبت للإعلان عن بعض المشاريع الجديدة، قطع المحتجون الطريق الذي كان يمر منه الموكب الرئاسي ، وبثت قناة تلفزيونية خاصة صورا لقوات الأمن وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين رشقوا الموكب بالحجارة.
وتجددت المواجهات أمس السبت بين قوات الأمن ومحتجين في مدينة بن قردان (جنوب شرق)، وهي منطقة تشهد توترات اجتماعية على خلفية المطالبة بالتنمية وفتح معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا .