كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أمس الأربعاء، أن فئة النساء الشابات، تحديدا اللواتي لا ينتمين إلى فئة التلاميذ أو الطلبة أو المتدربين في التكوين المهني واللواتي يجدن أنفسهن في حالة بطالة، تقدر بـ38.8 في المائة، وهي نسبة تقارب ثلاثة أضعاف النسبة المسجلة في صفوف الرجال (13.6%).
وأوضح المجلس، في تقرير له تحت عنوان: “شباب لا يشتغلون ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين.. أي آفاق للإدماج الاقتصادي والاجتماعي؟”، أنه عند الأخذ في الاعتبار عامل وسط الإقامة، يظهر أن نسبة الشباب العاطلين المتراوحة أعمارهم الشباب بين 15 و 24 سنة في الوسط القروي تعادل 32 في المائة، في حين تنخفض إلى 21.9 في المائة في الوسط الحضري.
وأضاف المجلس، أنه عند دمج مؤشري الجنس ووسط الإقامة، يتجلى التفاوت بشكل أكثر حدة، حيث يبلغ معدل النساء في العالم القروي 61 في المائة مقابل 33 في المائة، في الوسط الحضري. أما بالنسبة للرجال، فتظل النسبة ثابتة عند 13 في المائة، دون أي تأثير ملحوظ لعامل مكان الإقامة.
وأكد التقرير، وفقاً لتحليل التوزيع الديموغرافي والاجتماعي الذي قام به، أن الشباب في الوسط القروي، عندما يجدون أنفسهم في وضعية (NEET” (Not in Employment, Education or Training”، غالبا ما يظلون في هذا الوضع لمدد زمنية أطول بكثير مقارنة بشباب الوسط الحضري.
وذلك راجع، إلى أن معدل شباب “NEET” الذين ظلوا في هذا الوضع ما بين 2012 و2019 في المناطق القروية بلغ 76 في المائة مقابل نسبة 61 في المائة، في المناطق الحضرية. ويمكن تفسير هذا الفارق بالمستويات التعليمية المتدنية والفرص المحدودة لاكتساب المهارات الأساسية لدى الشباب في العالم القروي، ما يُعقد من إمكانية عودتهم السريعة إلى سوق الشغل أو استئناف تعليمهم.
ومن ناحية أخرى، يتمتع الشباب النشيطون في المناطق الحضرية بفرص أكبر للعودة إلى الدراسة أو التكوين مقارنةً بنظرائهم في المناطق القروية بنسبة 7.5 في المائة مقابل 1.8 في المائة على التوالي.
وكشف التقرير أيضا، أن هذه الظاهرة ترتبط ارتباطا وثيقا بالفقر، حيث إن الدراسة النوعية التي أجراها المرصد الوطني للتنمية البشرية حول هذه الفئة في المغرب، تُسلط الضوء على العلاقة المترابطة بين مستوى دخل الأسرة والمستوى التعليمي للشباب ضمن هذه الفئة، وتأثير ذلك على مستوى هشاشتهم. وبالتالي، يُسهم ضعف المستوى التعليمي للشباب “NEET” إلى جانب الإمكانيات المالية المحدودة للأسر في زيادة قابليتهم للهشاشة بشكل ملحوظ وارتفاع قابليتهم لسلك مسارات حياتية محفوفة بالمخاطر.