الأخبارخارج الحدودمستجدات

تقارير أمريكية تكشف وجود مبادرة سرية لتسوية القضية الفلسطينية مقابل توسيع رقعة تطبيع الدول العربية

الخط :
إستمع للمقال

كشفت تقارير أميركية عن مبادرة للدول عربية تتعلق بمستقبل غزة ما بعد العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه المبادرة تحظى بدعم من واشنطن.

ومن بين الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة الوصول إلى حالة استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط، وتقوم ركائزها على إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووضع إطار عملي لضمان تأسيس دولة فلسطينية، مقابل توسيع رقعة تطبيع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، مع إسرائيل.

وسبق لصحيفة فايننشال تايمز وموقع بلومبيرغ، أن أشارا إلى موافقة السعودية والإمارات وقطر، ومعهما مصر والأردن، على هذا الطرح الذي تم بحثه مع واشنطن بشكل يغلب عليه طابع السرية.

هذا التوجه، كان محور مداخلة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قبل يومين خلال منتدى دافوس، حيث أشار إلى 4 مبادئ موجهة لتصور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمستقبل المنطقة بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، وتقوم على دولة للفلسطينيين، والأمن لإسرائيل، والتطبيع خاصة الجانب السعودي منه، إضافة لمنع قطاع غزة من أن يصبح منصة لشن هجمات مستقبلية على إسرائيل.

في نفس السياق، أشار وزير الخاريجة الأميركي أنتوني بلينكن، في كلمته أمام منتدى دافوس، إلى وجود فرصة حل إقليمي في الشرق الأوسط مؤكدا أن هذه الفرصة “لم تتح لنا من قبل”.

وما يضعف هذه المبادرة في الوقت الحالي، هو تزامنها مع موسم الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث يتساءل البعض عن جدوى الوصول إلى اتفاق مع إدارة قد تغادر البيت الأبيض بعد 10 أشهر حال فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية، سيما في ظل يتقدم ترامب على بايدن في أغلب استطلاعات الرأي خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما دفع ببعض المعلقين للتشكيك في جدوى التحرك العربي في هذا التوقيت.

وما يعزز هذه التخوفات، كلام السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، الذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، حينما قال “ليس هناك شك في أن نتنياهو وشركاءه في الائتلاف اليميني يفضلون عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسيطرة الجمهوريين على الكونغرس”.

في المقابل يرى العديد من المتفائلين أن إدارة ترامب نفسها قادرة على مساندة هذا الطرح، بل ومضي فيه بسرعة، ذلك من منطلق أن العملية انطلقت أثناء ولايته الأولى تحت ما يسمى “صفقة القرن” سنة 2020، حيث نجح ترامب في دفع مسار التطبيع بين إسرائيل و3 دول هي البحرين، والإمارات، والسودان في إطار اتفاقات أبراهام، فيما أعاد إحياء العلاقات بين تل أبيب والرباط، فضلا عن تصريحاته عقب فوزه في انتخابات ولاية آيوا، التي أشار فيها إلى أنه سيعمل على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بسرعة، في إشارة منه لعملية سلام الشرق الأوسط.

هذا ويرى أغلب المتفائلين بهذه المبادرة أن الإدارة الأمريكية الحالية ترغب بنصر دبلوماسي مساو، إن لم يكن أكبر، مما حققه ترامب على مسار التطبيع العربي الإسرائيلي، فيما عرف باتفاقات أبراهام.

ويقابل هذه المبادرات التي تسعى إلى تحقيق سلم مستدام بالشرق الأوسط والعمل على تسوية إقليمية، غطرسة وجفاء من حكومة نتنياهو التي تتضمن يمينيين متطرفين يعارضون أي مبادرات إنسانية تجاه الفلسطينيين، ومن المستبعد جدا أن يوافقوا على أي مسار نحو دولة فلسطينية مستقبلية، مما يعني أن التصور العربي لتسوية النزاع، والذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لكونه الحل المنطقي على المدى الطويل في المنطقة، بعيد المنال في الوقت الحالي، في ظل استمرار ائتلاف رئيس الوزراء نتنياهو اليميني المتطرف في السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى