![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2016/06/27729047871_96f7b6fdeb_k.jpg)
منذ أن حل بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، بالمغرب، في إطار زيارة رسمية بدعوة من الملك محمد السادس، أعطت هذه الزيارة انطباعا جيدا لدى العديد من المتتبعين للشأن الدبلوماسي والسياسي لما ستعود به بالنفع على المغرب سواء على المستوى الإقليمي والدولي في إطار انفتاحه على بلدان إفريقيا الانجلوساكسونية.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي، محمد بودن، إن “تطوير العلاقات المغربية _ الرواندية هو بمثابة كسر “للحصار” المفروض على المغرب في إفريقيا الانجلوساكسونية شرقا وجنوبا، وهي إشارة واضحة على الإلمام المتزايد لدول افريقيا بدور المغرب وتضحياته التاريخية مع الشعوب الافريقية، وتعاونه وتضامنه معها في إطار التعاون جنوب _ جنوب”.
وأوضح بودن في تحليله للزيارة الرسمية للرئيس الرواندي، أن “الرباط وكيغالي نقطتان مرجعيتان في دوائر تحركهما ومحيطهما الإقليمي، ولهما نصيب وافر من القوة الناعمة والجذب الاقتصادي والسياسي.
وأوضح أن المغرب سيكون بإمكانه الاعتماد على علاقاته برواندا كصديق جديد، إلى جانب دول من منطقتي وسط وغرب افريقيا سواء في القمم الإفريقية، أو في إقناع دول افريقية أخرى بتفهم مصالح المغرب الإستراتيجية، بحيث ينتظر أن تحتضن رواندا القمة 27 للاتحاد الافريقي في يوليوز 2016”.
وكشف ذات المتحدث أن اقتصاديا رواندا في حاجة لشريك مثل المغرب لتسويق صورتها النامية، والمغرب بإمكانه ولوج السوق الرواندية، والاستفادة من الدور الرواندي المؤثر في منطقة منطقة الكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا) وكذلك في منطقة بحيرة فيكتوريا، باعتبار المعرب ثاني مستثمر افريقي في إفريقيا.
وشدد محمد بودن أن رواندا تتقاسم مع المغرب صفة “الاستثناء” والتواجد في محيط اقليمي مضطرب، فرواندا لها عناصر الاستقرار السياسي كذلك، والنموذج الاقتصادي الذي أسس للدولة المقاولة في رواندا وهذا ما يوفر نسبة نمو تصل إلى 7%، فضلا عن تجربتها الرائدة في العدالة الإنتقالية (التعويضية) بين قبيلتي ” التوتسي” و “الهوتو”، مع الإشارة إلى أن هذا البلد هو أول بلد في العالم على مستوى تحقق “المناصفة وأكثر” عبر وصول التمثيلية النسوية في البرلمان إلى نسبة 60%”.
وأشار بودن إلى أن “العلاقات المغربية _ الرواندية ستصبح بعد هذه الزيارة علاقة متطورة مطبوعة بالتفاهم المتبادل لقضايا كل منهما على المستويين الوطني والدولي، ومن بينها الموقف المريح لرواندا بشأن قضية الصحراء، فضلا عن التقدير الكبير بين قائدي البلدين، وهذا ما ظهر في الاستقبال الملكي الرسمي للرئيس الرواندي، بحيث أن مثل هاته الاستقبالات لا تقام إلا على شرف ضيوف كبار للمغرب.
واعتبر بودن أن “قيام الرئيس الرواندي شخصيا بتقديم الوفد المرافق له للسلام على جلالة الملك دون حاجة لمكلف بمهمة بروتوكول تقديم الوفد يعكس صورة التقدير الكبير الذي يكنه الرئيس بول كاغامي للملك محمد السادس”.
حفظ الله ملكنا العزيز
حفظ الله ملكنا العزيز
انه ملك عبقري يحب الخير للجميع