أثار تطبيق “Death Clock” الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي جدلاً واسعًا منذ إطلاقه في يوليوز الماضي، بسبب قدرته على التنبؤ بمتوسط عمر المستخدمين بناءً على بيانات حياتهم اليومية. تجاوز عدد تحميلات التطبيق 125 ألف مرة، مما جعله محط اهتمام ليس فقط الباحثين في مجال الصحة، بل أيضًا من الاقتصاديين والمخططين الماليين.
التطبيق، الذي طوره برنت فرانسون، يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تشمل أكثر من 1,200 دراسة و53 مليون مشارك، لتقديم تنبؤات دقيقة تتعلق بطول عمر الأفراد. وعلى الرغم من الطبيعة القاتمة للفكرة، إلا أن التطبيق أصبح أداة شعبية لتحفيز تحسين العادات الصحية، إضافة إلى دوره المتنامي في مجالات التخطيط المالي والاقتصادي.
ويلعب متوسط العمر المتوقع دورًا جوهريًا في حسابات التقاعد والتأمين، إذ باستخدام هذا التطبيق، يمكن للأفراد الحصول على تقديرات أكثر دقة تمكنهم من التخطيط المالي بشكل أفضل، بما في ذلك تحديد احتياجاتهم المستقبلية من الدخل.
وفي هذا الصدد أشار فرانسون أن دقة الخوارزميات المستخدمة في “Death Clock” تفوق التقديرات التقليدية التي تعتمدها مؤسسات مثل إدارة الضمان الاجتماعي الأميركية، ما يمنح المستخدمين تصورًا أوضح لحياتهم المستقبلية.
فيما يتفق خبراء ماليون مثل ريان زابروفسكي على أهمية الأدوات التنبؤية في تخفيف المخاوف المتعلقة بنفاد الأموال لدى المتقاعدين، إذ تساعد هذه الأدوات في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر وعيًا. وعلى الرغم من الجدل الذي يثيره التطبيق بسبب موضوعه الحساس، إلا أن إمكاناته تتجاوز التنبؤ بالموت، لتصبح نموذجًا يجمع بين الصحة والتخطيط المالي، مما يعكس كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل فهمنا لطول العمر وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية.