تحديات “الجنوب الكبير”.. السفير هلال يُسلط الضوء على قضايا مصيرية تخص دول الجنوب

في إطار فعاليات الحوارات الأطلسية التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تحدث السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في كلمة له اليوم الجمعة تناولت قضايا مصيرية تخص دول الجنوب، لا سيما في سياق التغير المناخي وإصلاح النظام الدولي.

وأشار السفير هلال إلى النقاشات التي دارت حول التمويل المناخي في الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لتغير المناخ، حيث أكد أن الاتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لدعم دول الجنوب لم يرقَ إلى مستوى تطلعاتها، واعتبر هلال هذا الرفض بمثابة ثورة ضد الممارسات التقليدية التي تتجاهل واقع أن دول الجنوب تعاني من تلوث الشمال، المسؤول الأكبر عن انبعاثات الكربون.

وأضاف السفير أن دول الجنوب تطالب باحترام القواعد الدولية، مشيرا إلى أن ما يجري في أوكرانيا يُظهر أن حتى القوى الكبرى لا تلتزم بالقواعد، ومع ذلك، أكد وجود أمل في قدرة الدول على التوصل إلى توافق يُحقق العدالة المناخية.

وركز هلال في كلمته على أهمية إصلاح المؤسسات الدولية الكبرى، مثل مجلس الأمن والمؤسسات المالية العالمية، لضمان تمثيلية عادلة لدول الجنوب، وخاصة إفريقيا، كما أوضح أن مجلس الأمن اعتمد قرارا جديدا يُلزم الدول التي تستخدم حق النقض “الفيتو” بتبرير موقفها أمام الجمعية العامة، وهو ما يُعزز من قوة الجمعية العامة على الصعيد السياسي والمعنوي.

ومن جهة، أكد السفير أن تمثيلية إفريقيا ضمن مجموعة العشرين خطوة إيجابية، لكنها غير كافية للتأثير الفعلي على عملية اتخاذ القرار الدولي، ودعا إلى ضرورة منح إفريقيا فرصة حقيقية في صياغة القوانين والقواعد الدولية.

وتحدث هلال عن الأهمية المتزايدة التي تحظى بها محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى دورها المحوري في القضايا العالمية، مثل القضية الفلسطينية والحرب في أوكرانيا، واعتبر السفير أن مستقبل العالم يعتمد على تعزيز احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وخلص هلال في كلمته بالتأكيد على أن الجنوب الكبير يحمل رؤية للتضامن والدعوة إلى التوافق الدولي، مشددا على ضرورة العمل على تحقيق العدالة المناخية، وتوفير تمثيل عادل لدول الجنوب في المؤسسات الدولية، والعمل على بناء نظام عالمي قائم على احترام القواعد والقانون الدولي.