تجاهل خطير.. عندما تصبح أرواح المواطنين رهينة للفوضى واللاّمسؤولية
رغم نداءات موقع “برلمان.كوم” المستمرة من أجل التدخل لوضع حد للفوضى المرورية أمام محطة القطار الرباط المدينة، لا زالت الجهات المسؤولة عن هذا الاستهتار تواصل تماطلها المستمر واللامبالاة المطلقة في مواجهة هذه الفوضى، وهو الأمر الذي يُظهر تجاهلا صارخا واستهتارا بحياة المواطنين وأرواحهم.
وقد نبّه موقع “برلمان.كوم” إلى أن السائقين والمارة متروكون عُرضة لحوادث مأسوية مع كل ثانية تأخير في التدخل، كما أن عدم اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإنقاذ المنطقة من هذا الكابوس المروري ليس إلا استهانة بالإنسان، وإهمالا لا يُغتفر لحقوق الحياة والأمان.
ومما لا شك فيه، تقف المسؤوليات معلقة على عاتق شركة الأشغال التي تعمل على الأرض وشركة إدارة المرآب تحت الأرضي، اللتين باتتا مثالا صارخا لهذه اللامبالاة والتقصير في حق المواطنين، حيث ساهمتا في تكديس الأخطاء والتجاوزات التي تهدد حياة السائقين والمارة على حد سواء، وتكشف عن إهمال واضح لمعايير السلامة وغياب التخطيط والإشارات المرورية.
وكما تساءلنا في المقال السابق، نعيد طرح السؤال مرة أخرى، وبصيغة أخرى، كيف تجرؤ شركة الأشغال على العمل دون اتخاذ أبسط تدابير السلامة؟ فتحويل زنقة بغداد من اتجاه أحادي إلى طريق مزدوج دون وضع إشارات تحذيرية أو تنبيهات كافية، يعدّ انتهاكا خطيرا في حق سلامة المواطنين، وكيف تجرؤ نفس الشركة على تجاهل النداءات المتكررة في تحدٍ واضح ينهل من سياسة “شربو لبحر”.
ولم يتوقف الأمر عند شركة الأشغال فحسب؛ بل إن الشركة المسؤولة عن إدارة المرآب تحت الأرضي أضافت بُعدا آخر من الفوضى على المشهد المروري الخطير، إذ صُمّم مدخل ومخرج المرآب دون مراعاة للواقع العملي الذي تفرضه الأزقة والشوارع في تلك المنطقة بالضبط، مما أدى إلى تداخل مسارات حركة السيارات وتصادمها أمام المحطة وسكة الترامواي التي تحولت بدورها لطريق السيارات.
فعند خروج السيارات من المرآب تحت الأرضي، المحاذي لمحطة القطار، يجد السائقون أنفسهم مباشرة في مواجهة سيارات قادمة في الاتجاه المعاكس، وبسبب ضيق الطريق وانعدام التوجيه، يضطر البعض إلى المرور بشكل خطير على سكة الترامواي، بينما يصعد آخرون على الأرصفة، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث مرورية خطيرة، كما أن هذا الوضع تفاقم بسبب غياب علامات تشوير بارزة أو بدائل آمنة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الوضع الخطير، لا يليق بمدينة الرباط، التي يفترض أن تكون نموذجا للتخطيط والتنظيم باعتبارها عاصمة المملكة، فكيف يمكن لمكان بهذه الأهمية، يقع أمام محطة قطار رئيسية، تعرف حركة مرورية دؤوبة، أن يعاني من فوضى مرورية بهذا الشكل؟ كما أن هناك من يتساءل عن من يتحمل المسؤولية في تعريض أرواح السائقين والمارة لهذه المخاطر؟
ومن خلال الصور والفيديو الذي أعده “برلمان.كوم“، يُنبه الموقع إلى أن توفير إشارات التشوير والبدائل المناسبة ليس مجرد ترف أو خيار يمكن تأجيله، بل هو ضرورة ملحة لضمان سلامة المواطنين، كما أن الجهات التي تسببت في هذه الفوضى تتحمل كامل المسؤولية عن الحوادث التي قد تقع نتيجة هذا الوضع الخطير.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن غياب التخطيط المسبق لإدارة حركة المرور في ظل الأشغال القائمة، يكشف عن قصور واضح في التعامل مع المشاريع الكبرى التي تؤثر على البنية التحتية للمدينة، وهو الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية التحرك السريع ووضع حلول عملية تمنع هذه الفوضى، سواء من خلال تنظيم المرور أو وضع لوحات إرشادية وتحذيرات واضحة للسائقين.