ما قمت به عبر تدوينتك عن تمغربيت، التي سارعت إلى حذفها، على غرار ما فعلته مع تدوينتك التي قلت فيها “عاشت فلسطين حرة عربية”، أسوأ مما تقوم به إسرائيل (كي لا أقول أنك أثبت بأنك “صهيوني” أكثر من الصهيونية)، التي حولت الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني.
وأنت بما قلته في تدوينتك عن تمغرابيت، تحاول الترويج لوجود صراع “طائفي” (إن صح التعبير) مزعوم داخل المغرب بين “موري” وغير “موري”، مع ربط “المورية” ب تمغربيت وتمغربيت بـ “إسرائيل”، وهذا خطير.
خطير جدا أن تربط تمغربيت بـ “التطبيع” أو بإسرائيل أو بأي شيء آخر، غير المغرب… أولا وأخيرا.
محاولتك الخبيثة الترويج بأن تمغربيت كمفهوم لم تظهر إلا بعد استئناف العلاقات مع إسرائيل، معناه وكأنك تقول للمغاربة: أنتم لستم فقط كلم إسرائليون، بل أنتم إسرائليون بالفطرة.
المغاربة هم مغاربة أولا وأخيرا. لسنا كلنا إسرائيليون ولسنا كلنا فلسطينيون. نحن كلنا مغاربة أولا، دائما وأبدا.
“تمغربيت” هي عقيدة فطرية لكل المغاربة المؤمنين بوطنهم والمتشبثين بأرضهم والأوفياء لقيمهم وثوابتهم.
تمغربيت هي أن تؤمن بـ “المغرب أولا وأخيرا”، ليس كشعار فقط، وإنما كمرجع، بل كدستور مبدئي قبل كل الدساتير والقوانين، يجب على كل مغربي قح أن يؤمن به ويتسلح به، ويعمل به.
تمغربيت هي الولاء للوطن، لثوابته، لقضاياه ولمصالحه.
إذا كنت أنت تؤمن بــ “العروبة” قبل تمغربيت، فذلك شأنك. وإذا كنت أنت تريد أن تساند بلدا أو وطنا آخرا غير المغرب فذلك شأنك.
أما إذا كنت تريد أن تقسم المغاربة إلى “موري” و”غير موري” و و و و… أو كنت تريد أن يذوب المغرب والمغاربة في “العروبة” أو “القومية العربية”، فهذا غير مقبول بتاتا البتة، ولن يسمح به أي مغربي قح.
وللإشارة، “العروبة” التي تحتفي بها باستمرار وتروج لها كثيرا، أريد أن أذكرك أنها منذ 2011 توقفت عن المساهمة في وكالة بيت مال القدس، لتبقى المملكة المغربية هي الممول الوحيد لهذه المؤسسة بنسبة 100% في صنف تبرعات الدول وحوالي 70% في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد.
وهذه هي تمغربيت الحقيقية، وليس التي تحاول الترويج لها بأسلوب وألاعيب “الصهيونية”، ومسارعتك إلى حذف التدوينة دليل على أن فكرشك لعجينة أولا، وثانيا على أن أحد ما همس في أذنك، بل أمرك بحذفها، لأنها تنبعث منها رائحة “الصهيونية” !
وإذا كنت تريد إثبات العكس فلماذا لم تقم بمساندة ومباركة “طوفان الأقصى” ؟؟؟ أم أنك تخاف أن تسحب منك “ماماك” أمريكا الفيزا وتتهمك أنك تساند حركة إرهابية ؟؟
أنت يا وليدي لم تستطع حتى أن تبقي على تدوينتك التي قلت فيها “عاشت فلسطين حرة عربية” وسارعت إلى حذفها هي الأخرى، وتسمح لنفسك بالمزايدة على الدولة المغربية التي تدين إسرائيل علانية.
شفتي دابا قيمة وقوة تمغربيت الحقيقية ؟؟
لو كنت متشبعا بها كأي مغربي قح، لكانت لديك الحرية الكاملة بأن تساند فلسطين وتقولها بدون أي تردد أو خوف لا من فقدان الفيزا ولا من فقدان مصالح شخصية ضيقة هي في الأصل معادية للمغرب ولتمغربيت.
ها علاش تمغرابيت ! وسير دابا شبع بالعروبة و بــ “تميريكانيت” وبــ “تصهيونيت” !