الأخبارمجتمعمستجدات

بوغطاط المغربي | ادريس فرحان يُعلن التطبيع مع الإرهاب ويقدّم البيعة لأمراء الدم.. وهذه فضيحة كذبه الصُّراح حول تفكيك الخلايا الإرهابية بالمجال القروي

الخط :
إستمع للمقال

تحية بوغطاطية للجميع،

لم يتفاجئ “بوغطاط المغربي” يوما من حجم التدليس والأكاذيب التي تصدر عن النصاب المقيم بإيطاليا المدعو ادريس فرحان… لم ولن يتفاجأ من كذب فرحان الذي أصبح اليوم مرضيا بشكل ملفت ومتفاقم، لسبب بسيط، وهو أنه سبق للقضاء الإيطالي أن أدانه بالابتزاز والتشهير، بل وقضى حتى بحرمانه من الحقوق الوطنية، ما يعني أننا أمام محترف في التدليس والكذب والبروباغندا. كما سبق لي ولعدد كبير من النشطاء المغاربة الشرفاء الغيورين على وطنهم ومؤسسات بلدهم أن دحضوا ونسفوا أكاذيب هذا المحتال في عدة مناسبات، بالدليل وبالصوت والصورة.

لكن اليوم، وفي تحول خطير، انتقل ادريس فرحان وبشكل صريح إلى إعلان تطبيعه مع الإرهاب، بل ومحاولة تبرئة وتبييض المتورطين والمدانين في جرائم إرهابية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول علاقة ادريس فرحان بدعاة الإرهاب الذين عُرفوا بممارسة التقية ونفي شبهة الإرهاب عنهم عبر التشكيك أصلا في وجود شيء إسمه الإرهاب والتشكيك في جهود المؤسسة الأمنية والمخابرات المغربية في مكافحة هذا الخطر المحدق باستقرار المغرب وأمن وسلامة المغاربة، من خلال ادعائهم بأن تفكيك الخلايا الإرهابية ما هي إلا مسرحية مفبركة.

في بث مباشر على قناته في “اليوتيوب” ليلة السبت 20 أبريل الجاري، خرج ادريس فرحان يشكك في وجود خطر الإرهاب بالمغرب وفي جهود المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكافحته، مدعيا أن عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية التي تشرف عليها هذه المؤسسة الاستخباراتية ما هي إلا مسرحيات مفبركة.

خطورة تصريحات ادريس فرحان تكمن في تحريضه الضمني بل ودعمه الصريح لكل متطرف أو حامل لفكر جهادي على مواصلة تبني فكره الإرهابي. فأن يقول ادريس فرحان أنه لا وجود للإرهاب فكأنه يقول لأمراء الدم والإرهاب ومواليهم، لا تقلقوا وواصلوا إجرامكم وإرهابكم فأنا هنا لحمايتكم والدفاع عنكم بل وسأخرج للتشكيك في مصداقية المخابرات والمؤسسة الأمنية إذا أطاحت بكم… هنا تكمن خطورة ما قاله نصاب إيطاليا… الخطورة تكمن في التطبيع مع الإرهاب وتقديم البيعة لأمراء الدم ومباركة جرائمهم، وهذا يقع تحت طائلة جريمة الإشادة بالإرهاب والتواطؤ مع الإرهابيين.

ادريس فرحان وفي كذب صُراح مثير للشفقة أكثر من إثارته للسخرية، أسّس هرطقاته هذه، على أكذوبة مفادها أنه لم يسبق أن تم تفكيك خلية إرهابية في المجال القروي الخاضع لوصاية جهاز الدرك الملكي، وهذه فضيحة بكل المقاييس، لأنه يكفي لأي شخص عادي، فما بالك بشخص يدعي أنه صحفي استقصائي، وصلت به الوقاحة إلى حد انتحال صفة الناطق الرسمي بإسم ضباط شرطة ومخابرات… قلت يكفي لشخص عادي الرجوع إلى بلاغات المدريرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لها، للاطلاع على عمليات تفكيك خلايا في مناطق قروية خاضعة لوصاية الدرك الملكي (وتعد بالعشرات) وهذا ليس فيه أي اعتداء أو انتهاك لنفوذ أو تخصص الجهاز، لأنه ببساطة المكتب المركزي للأبحاث القضائية يملك صلاحية التدخل في كل التراب الوطني، بل ويقوم بتلك العمليات بتنسيق مع جهاز الدرك.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ودحضا لكل المزاعم الكاذبة التي تفوه بها ادريس فرحان، اختار “بوغطاط المغربي” مجموعة من العمليات الأمنية التي تم من خلالها تفكيك خلايا إرهابية وتوقيف متطرفين في مناطق بالمجال القروي وعمليات أخرى تمت بتنسيق ومشاركة الدرك الملكي،نعرضها كالآتي:

بتاريخ 25 دجنبر 2013:

تمكنت مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية تنشط بمجموعة من المدن المغربية، مكونة من عدة افراد سبق لهم أن تلقوا تداريب على استخدام مختلف انواع الأسلحة والمتفجرات ضمن تنظيمات إرهابية.

بتاريخ 16 غشت 2016:

تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في إطار مكافحة الإرهاب، من تفكيك خلية إرهابية، تتكون من أربعة عناصر متطرفة ينشطون بين الدار البيضاء والجماعة القروية “المكرن” (إقليم القنيطرة).

بتاريخ 27 يناير 2017:

أعلنت السلطات المغربية أنها تمكنت من تفكيك “خلية إرهابية”موالية لما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)مكونة من سبعة أشخاص ينشطون بمدن الجديدة وسلا والكارة وبالجماعة القروية بولعوان (إقليم الجديدة) ودوار معط الله (إقليم تازة)”.

بتاريخ 25 يوليوز 2018:

تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مدعومة بعناصر من الدرك الملكي، من توقيف شابين بمنطقة بنعبيد التابعة لبلدية دار بوعزة، لتورطهما في التخطيط لأعمال إرهابية.

بتاريخ 22 يونيو 2021:

قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية”، تتكون من أربعة متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة، ينشطون بالجماعة القروية سيدي الزوين التابعة لجهة مراكش أسفي.

بتاريخ 16 مارس 2022:

تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية مدعوما بعناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف خمسة متطرفين موالين لتنظيم “داعش” الإرهابيفي عمليات أمنية متفرقة ومتزامنة بكل من القنيطرة والعرائش وسوق السبت ولاد النمة وتارودانت والجماعة القروية السويهلة بعمالة مراكش.

وما هذا إلا قليل من كثير من العمليات التي تم من خلالها تفكيك خلايا إرهابية في المجال القروي وبتعاون وثيق مع الدرك الملكي، خلافا لادعاءات ادريس فرحان الذي صارمكلّفا من طرف “البنية السرية الحقيقية” التي أصبحت مكشوفة، من أجل محاولة الإطاحة بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتشويش على نجاحاتها ونجاعتها خدمة لأطراف مشبوهة…

ومن باب التذكير، فإن الجريمة الإرهابية الوحشية التي وقعت بمنطقة شمهروش سنة 2018، والتي راح ضحيتها سائحتين اسكندنافيتين، وقعت في النفوذ الترابي التابع للدرك الملكي، وعملية توقيف اول المتورطين في الجريمة الشنعاء تمت بتاريخ 18 دجنبر 2018، بتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني…

فإذا كان بالنسبة لإدريس فرحان تفكيك الخلايا قبل شروعها في تنفيذ مخططاتها الإجرامية، مجرد مسرحية، فهل بالنسبة له هذه الجريمة الوحشية التي أفزعت المغاربة والعالم، خصوصا وأن مرتكبيها وثقوها بالفيديو وقاموا بنشره على الأنترنيت، هل هي مجرد مسرحية ؟؟ هل بالنسبة له يجب أن تراق دماء المغاربة وغير المغاربة حتى يتأكد من وجود خطر الإرهاب؟؟ أليست هذه إشادة صريحة بالإرهاب بل وتحريض ضمني على مواصلة التخطيط لجرائم إرهابية أخرى؟؟

والفضيحة المدوية التي وضع ادريس فرحان نفسه فيها، هي عندما زعم أن المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، الراحل عبد الحق الخيام، كان على علم بمسرحيات تفكيك الخلايا وأن هذا ما يفسر عدم تفكيك خلايا في المجال القروي حسب ادعاءاته الكاذبة والواهية التي دحضناها أعلاه… فضيحة مدوية لأن هناك تصريح لهذا المسؤول الراحل (عبد الحق الخيام) يؤكد فيه بأن مكافحة خطر الإرهاب وتفكيك الخلايا الإرهابية تتم بتنسيق وثيق بين المدرية العامة لمراقبة التراب الوطني “الديستي” ومختلف المصالح المسؤولة وعلى رأسها الدرك الملكي.

وقال المرحوم الخيام في هذا الصدد في حديث لوكالة المغرب العربي بتاريخ 11 أكتوبر 2018 بأن “قوة المغرب ونجاعة تدخلاته  في مجال مكافحة الإرهاب ترجع بشكل أساسي إلى التعاون الوثيق بين مختلف المصالح المسؤولة عن ضمان وتوفير الأمن، كما أن كون المدير العام لمراقبة التراب الوطني هو نفسه المدير العام للأمن الوطني يجعل الأمر أسهل بكثير بالنسبة لنا، لأن تدخلاتنا تبقى منسجمة وليست مجزأة. ينضاف إلى ذلك التنسيق المستمر والدائم مع المؤسسات الأخرى التي لا ترتبط إداريا بهذه المصالح، بما في ذلك مصالح الدرك الملكي وغيرها”.

فكيف يسمح ادريس فرحان لنفسه وبكل وقاحة ودناءة أن يتجنى على الرجل وهو في قبره وينسب له بهتانا وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان؟ ومن أين له بكل هذه الوقاحة للكذب وهو يعلم جيدا أنه يكذب، بل ويسهل فضح أكاذيبه، تماما مثل ما يفعل الآن بوغطاط المغربي في هذا المقال؟ لماذا كل هذا الإصرار على الكذب؟ ويا ليته كذب متقون.. إنه كذب صراح أهون من بين العنكبوت… لكن إذا لم تستحي فاصنع ما شئت !

وسيختم بوغطاط المغربي مقاله هذا ببعض الأسئلة التي يعتبرها ربما أهم بكثير من كل ما سبق ذكره في هذا المقال:

لماذا لا يجرأ ادريس فرحان على التشكيك في خطر الإرهاب في إيطاليا ؟؟

لماذا لا يجرأ ادريس فرحان على التشكيك في العمليات الأمنية التي تقوم بها المخابرات والأمن الإيطالي لتوقيف متطرفين أو جهاديين ؟؟

وما قول ادريس فرحان في التعاون الأمني بين المخابرات المغربية (الديستي) ونظيرتها الإيطالية في مجال مكافحة الإرهاب ؟؟

هل هذه أيضا مسرحية؟؟

فعلى سبيل المثال لا الحصر:

في يوليوز 2021،تمكنت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق وثيق مع المصالح الأمنية الإيطالية المكلفة قضايا الإرهاب، من توقيف مواطن مغربي كان يشغل مناصب قيادية في المعاقل التقليدية لتنظيم “داعش” الإرهابي في الساحة السورية العراقية”، مشيرة إلى أنه يلقب بـ”أبي البراء”.

فهل هذه مسرحية ؟؟ وهل يملك إدريس فرحان الجرأة للتشكيك في هذه العملية مثلا التي تمت بتنسيق وثيق مع السلطات الإيطالية؟؟

وفي دجنبر 2021، قامت إيطاليا بتهنئة المغرب على “تعيينه رئيسا مشاركا غير دائم لمجموعة التركيز الإفريقية، وهو ما يؤكد الدور الرائد للمغرب في الحرب ضد “داعش” والجماعات التابعة لها في إفريقيا والشرق الأوسط”، وفق ما جاء في بيان رسمي لسفارة إيطاليا في المغرب… فهل هذه أيضا مسرحية ؟؟ وهل يجرأ ادريس فرحان على التشكيك في قرارات إيطاليا المتعلقة بالتعاون الأمني مع المغرب؟؟

بوغطاط المغربي يعلم جيدا، بل وهو متأكد أن ادريس فرحان “ما عندوش الوجه علاش يحشم” ولن يستطيع الرد على ما جاء في هذا المقال… لأن من ألف الكذب حتى صار هو نفسه يصدقه، لن يعترف يوما بالحقيقة مهما استعرضت له من أدلة دامغة… سيظل دائما وفيا لأكاذيبه وبهتانه وتدليسه… ولكن مهما بالغ أو احترف الكذب، فإن الحق يعلو ولا يعلى عليه والخزي والعار لكل كذاب أشر أمثال ادريس فرحان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى