تفاجأ عدد من المتابعين بحركة غريبة لوزير الاقتصاد والمالية محمد بوسيعد، وذلك عندما ألغى تواجده بندوة دولية حول المالية العمومية نظمت نهاية الأسبوع الفارط بالرباط، وذلك لأجل تمكين نفسه من حضور “تكوين حزبي” كان قد دعا له زعيم “حزب الحمامة” عزيز أخنوش في نفس الموعد.
الندوة الدولية التي سبق وكشف عن تنظيمها بلاغ رسمي للخزينة العامة للمملكة، والتي يدور موضوعها حول المالية العمومية في دورتها الـ 11، وأقيمت الجمعة والسبت 15 و16 شتنبر الجاري بمقر الخزينة العامة للمملكة بالرباط، تحت شعار “المالية العمومية و سيادة الدول”، عرفت غياب الوزير بوسعيد عن أشغالها الافتتاحية، رغم أن وزارة الاقتصاد و المالية، هي من كانت مكلفة بتنظيمها بمشاركة عدد من الاقتصاديين على مستوى العالم، وبشراكة مع “جمعية المؤسسة الدولية للمالية العامة” ودعم من “المجلة الفرنسية للمالية العمومية”.
واختار محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في مقابل غيابه المعيب هذا عن أشغال الندوة المهمة، قضاء نهاية الأسبوع في دورة تكوينية حول “تنمية القدرات التواصلية والسياسية”، جمع فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، كلا من منسقي الحزب الجهويين، وبرلمانيي الحزب، بالإضافة لأعضاء المكتب السياسي للحزب.
ولأول مرة في تاريخ هذه الندوة التي تشارك فيها الخزنية العامة للمملكة منذ عشرة سنوات، بدى واضحا غياب محمد بوسعيد، وزير الإقتصاد والمالية، عن الجلسة الافتتاحية التي حضرها طيلة يومين وزراء مالية سابقون وعدد من وزراء حكومة سعد الدين العثماني إضافة لعدد كبير من الخبراء الفرنسيين والأجانب، فيما اكتفى فقط الخازن العام للمملكة نور الدين بنسودة، بتقديم تصريحات لوسائل الإعلام عوضا عن الوزير بوسعيد “الغائب”.