قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إن الإعلان عن عودة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وكوبا، لم يكن وليد اللحظة، أو فقط من خلال زيارة الملك محمد السادس مؤخرا للعاصمة هافانا، ولكنها عودة انطلقت منذ أكثر من عشر سنوات، وعرفت تحسنا تدريجيا في العلاقات المتوقفة منذ حوالي 37 عاما.
وأجاب بوريطة في الندوة الصحفية التي عقدها السبت الماضي بمقر وزارته، على سؤال عودة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وكوبا، بأن الذي كان يقع من طرف كوبا في المحافل الدولية وخصوصا عندما كانت تصوت ضد القرارات التي تخدم مصلحة المغرب، هو رد من المملكة اتجاهها، حيث كان المغرب رفقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودولتي ميكرونيسيا وإسرائيل، يصوت ضد قرار سنوي كانت تتقدم به كوبا لإيقاف العقوبات التجارية التي كانت تفرضها أمريكا على كوبا، على اعتبار أن هذه العقوبات “غير قانونية في نظر كوبا”.
بوريطة قال إنه “ولغاية العام 2005 كان المغرب ملتزما بالتصويت ضد قرار كوبا من منطلق الرد بالمثل، مادامت كوبا تعارض كل قرارات المغرب التي تحترم سيادته، إلى أن جاء العام 2006 الذي قرر فيه المغرب تحسين نواياه اتجاه كوبا”.
وأوضح بوريطة أن “عام 2006 الذي شهد احتضان كوبا لقمة عدم الانحياز، عرف توجه وفد وزاري مغربي من وزارة الخارجية، على أساس أنه متجه إلى “أرض أعداء”، قبل أن يفاجأ أعضاء الوفد بالتعامل الهادف الذي أبانت عنه كوبا من خلال قبول شرط المغرب، بمنع مشاركة وفد انفصاليي البوليساريو واحترام تواجد المغرب على كل المستويات، وهو ما حذا بالمغرب إلى تغيير موقفه لاحقا اتجاه هذا البلد في المحافل الدولية”.
وتابع بوريطة “زيارة الملك مؤخرا لهذا البلد هو ما أكد للكوبيين بأن المغرب ليس كما كان الاعتقاد سائدا بأنه “بلد معادي”، وهو ما أعاد الدفئ للعلاقات بين البلدين، والذي سيتوج في الفترة القادمة بإنشاء سفارة للمغرب بهافانا، في إطار تطوير العلاقات الثنائية مع كوبا”.
بوريطة أوضح كذلك أن “هذه العودة الجيدة للعلاقات بين كوبا والمغرب، تندرج في إطار توجه ملكي نحو تنويع الشراكات مع جل الدول في كل القارات، وهو ما بدى جليا حتى مع دول القارة الإفريقية، وخصوصا دول شرق القارة والدول الانجلوسكسونية، التي ظلت لمدة بعيدة عن اهتمام المغرب، قبل أن يلتفت لضرورة الانفتاح الإيجابي عليها”.