قال عبد الكريم بنعتيق رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية بباريس إن قرار المغرب القاضي بالموافقة على عودة بعثة المينورسو للمنطقة لا يعد بالضرورة “هزيمة سياسية أو دبلوماسية”.
وقال بنعتيق خلال استضافته في حلقة “ضيف الأولى” اليوم الثلاثاء، إن لهذا القرار أوجها أخرى يجب قراءتها واستحضارها، لكونها تشكل تراكم مكتسبات جديدة للمغرب على الساحة الدولية، منها التأكيد على ترحيب المغرب بتسليط الضوء على الأوضاع الانسانية بالمنطقة واحترامه لكافة القوانين، ومنها التزام المغرب بالقيام بكافة الخطوات المرجوة منه في سبيل الدفع بعجلة التفاوض والحوار، والسير نحو إيجاد حل منطقي وعادل لهذا النزاع، ومنها كذلك السماح للمنتظم الدولي بفرض ضغوطه على الأمين العام بان كي مون الذي صار مطالبا بتقديم تقرير في أفق 3 أشهر يوضح من خلاله صيرورة الأوضاع، تحت مراقبة شديدة بعد ظهوره بمظهر المنحاز والمتلاعب بالحقائق.
كما أن تقرير الأمين العام أمام مجلس الامن اعتبر قرار المغرب بابعاد المكون المدني المينورسو سيؤدي الى توتر وعدم استقرار بالمنطقة بطريقة تهويلية ما جعل المغرب أمام حلول وسبل ضيقة.
كما هدد بان كي مون بفقدان المنظمة لهيبتها اذا ما انتهجت دول أخرى نفس النهج، ما جعل المغرب يتخذ هذا القرار الصائب، خصوصا وأن الأنظار متجهة لبان كي مون المطالب بتقديم تقرير خال من الانزلاقات.
إلى ذلك قال بنعتيق إن المغرب بتحركاته الدبلوماسية الناجحة جعل الكرة في ملعب الأمين العام والكيان الوهمي وكافة خصوم الوحدة الذين وقفوا أمام تحركات المغرب الإيجابية بدون حراك.
وفي هذا الاطار، أشاد بنعتيق بالجهود الملكية التي سعت بنجاح لتحقيق التنمية بالأقاليم الصحراوية، التي أثمرت عن نتائج متميزة بعدد من مدن الجنوب.
يذكر أن المغرب قرر الشهر الفارط اتخاذ مجموعة من الإجراءات ردا على تصريحات الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ، بشأن الصحراء ، من بينها ما يتعلق ب”المينورسو”.
وقرر المغرب أن يقلص بشكل ملموس، جزء كبيرا من المكون المدني وخاصة منه الشق السياسي للمينورسو ،كما قررت الحكومة المغربية إلغاء المساهمة الإرادية التي تقدمها المملكة لسير المينورسو .