كان من اللافت للانتباه أن يلتئم الخصمان اللذوذان (حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية) ببلدية تيزنيت ، التي يرأسها المستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو عن حزب التقدم والاشتراكية، في لقاء تواصلي مشترك بينهما أطره السبت الماضي وزيرا الاتصال والثقافة.
متتبعون للشأن السياسي بالمنطقة اعتبروا الخطوة، التي تأتي بعدما شهدت أروقة البلدية صراعات واتهامات متبادلة، (اعتبروها) انعكاسا لإملاءات مركزية قصد تقريب الرؤى على المستوى المحلي مادام أن الحزبين يوجدان ضمن تحالف يسير الحكومة الحالية في أفق تكريس هذا التحالف على مستوى بلدية تيزنيت التي يسيرها تحالف التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي.
أنغير بوبكر، الباحث في العلوم السياسية، رأى أنه في الوقت الذي كان فيه الصراع بين أشده بين الحزبين على الصعيد المحلي استطاعت القيادات على الصعيد المركزي أن تفرض على فرعي الحزبين محليا بتيزنيت التنسيق والانسجام.
واعتبر أنغير، في تعليقه على الموضوع ل”برلمان.كوم”، أن “هذا يعبر عن النوايا المستقبلية بين الحزبين للتنسيق مستقبلا في مناطق عديدة في المغرب”.
وأضاف “يبدو أن الحسابات الحكومية طغت على التحالفات المحلية وبالتالي الخريطة السياسية بدأت تتشكل في الأفق”.
ورأى الباحث أن هناك معيقات جدية في مناطق عدة بين الأحزاب الحكومية وبين فروعها المحلية المتصارعة والمتحالفة بين قوى المعارضة، فالتحالف السياسي في تيزنيت بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم الاشتراكية – في نظره – سيكون لا محالة على حساب الاتحاد الاشتراكي الحليف الرئيس لرئيس بلدية تيزنيت حاليا.
وختم أنغير أنه من الصعب التكهن بمجريات التحالفات السياسية المحلية خصوصا وأن الحسابات الانتخابية المحلية لها منطقها وتحالفاتها فضلا على أن الأحزاب الحكومية الحالية أمام امتحان عسير لتحقيق التناغم السياسي المحلي .