دخلت الامم المتحدة في أزمة مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بعد ادراجها له في القائمة السوداء، محملة إياه
، حسب تقرير صدر عنها اخيرا ، مقتل وإصابة 683 طفلا في اليمن، وهو ما جعل التحالف ، يرفض المعلومات والارقام التي وردت في التقرير جملة وتفصيلا ، ويصفها بأنها “غير دقيقة ومضللة”.
ويبدو ان علاقة التحالف مع انطونيو غوتيريس الامين العام للأمم المتحدة لن تكون على ما يرام خلال السنوات الأربع المتبقية من ولايته .فالتقرير الاخير جاء ليؤكد شكوك التحالف العربي والحكومة الشرعية نحو الامم المتحدة وامينها العام ، لا سيما حول دور المنظمة الدولية ، الذي يبدو انه اختار ،في الحالة اليمنية ،دور المتفرج .
وعكس الامل الكبير الذي ساد اجواء المنظمة الدولية عقب تولي غوتيريس قيادة الامم المتحدة ، بين الواقع الميداني ان تقاعس هذه الاخيرة زادت حدته ، وارتفعت وتيرته اكثر من ذي قبل ، ذلك ان الامم المتحدة اصبحت رهينة التقارير المغلوطة، شكل ادراجها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في القائمة السوداء احداها .
ولا تنظر عواصم التحالف العربي في اليمن بعين الرضا الى غوتيريس ، ولا تخفي قلقها ازاء أداء وفاعلية الامم المتحدة منذ ان تقلد غوتيريس مهامه قبل سنة خلفا لبان كي مون .
ويسود اعتقاد في العواصم ذاتها ان غوتيريس بدا منذ الوهلة الاولى لولايته “ضعيفا ومهزوزا”، وفشل في اعادة الهيبة للأمم المتحدة.، معتبرة ان غوتيريس أعاد المنظمة الدولية الى مرحلة التخبط والانهزامية جراء الإخفاقات التي صادفتها في عدد من القضايا وعلى رأسها الأزمة اليمنية التي استمدت قوتها من القرار الأممي رقم2216 الذي اعتمد المبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار ، كمرجعيات لحل الأزمة.
وعد التحالف العربي في اليمن تبني كثير من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتقارير عبر مصادر معلومات غير موثوقة وغير مستقلة ثغرة كبيرة في عمل المنظمة، الامر الذي جعلها تتخذ قرارات خطيرة جدا مثل ادراج التحالف العربي على القائمة السوداء .
تجدر الاشارة الى ان الشكوك لدى دول التحالف والحكومة الشرعية اليمنية ازاء الامم المتحدة ليست وليدة اليوم بل تعود الى ايام المبعوث الاممي جمال بنعمر، وتواصلت ايام اسماعيل ولد الشيخ .
في سياق ذلك ، تقول السعودية انها عندما تحركت باتجاه دعم الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم وإعادة الأمل ، جاء ذلك استجابة لطلب رسمي من الحكومة اليمنيةالشرعية ، وهو الطلب الذي حصل على دعم اممي وفق القرار رقم 2216 .
و تؤاخذ السعودية الامم المتحدة على انه رغم وجود كل الأدلة الفاضحة لاستخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية والزج بالأطفال في المعارك العسكرية، فانها لم تحمل الحوثيين كل المسؤولية ازاء تجاوزاتهم، مساهمة بذلك في تعقيد الأوضاع في باليمن اكثر مما هي معقدة ، وزادت الطين بلة بإدراجها التحالف في القائمة السوداء.
ولا يكف التحالف العربي عن انتقاد تجاهل المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة للحكومة الشرعية باليمن ، وعدم اهتمامها بالمناطق الشرعية،وخلو برامجها من اي زيارات لعدن . وفي المقابل ، تتعامل بشكل فعال ومتواصل مع الحوثيين ، ناهيك من عدم التطرق بشكل مفصل في تقارير هذه المنظمات الى اشكاليات ومخاطر الالغام وتجنيد الأطفال ونقاط التفتيش التي تعيق مرور المساعدات وسرقتها والاحتماء بالمدنيين العزل وتفجير بيوت المعارضين واعتقال الصحفيين، زد على ذلك الانتهاكات التي تجري في سجون صنعاء ، والتواجد في المستشفيات والمدارس بالشكل الذي يبرز حجم الاشكالية والتغاضي عنها لأسباب يصعب تفسيرها .
ويعتقد التحالف الدولي ان المعايير المتبعة في إيصال المساعدات من طرف الصليب الاحمر وأطباء بلاحدود ، اكثر شفافية ومهنية من تلك التي تتبعها هيئات الامم المتحدة، كما ان هناك رقابة من قبلهم على الشحنات لضمان وصولها للمحتاجين وعدم تسيسها.
ويتوقف التحالف العربي عند مسألة عدم القيام هذه الهيئات بجولات تفقدية للمناطق المحاصرة والخاضعة للشرعية، والاكتفاء بالقيام بزيارات دورية لصعدة والمناطق التي يختارها الحوثيون ومن يدور في فلكهم ، هذا بالاضافة الى خطورة عدم مرافقة مسؤولين من المنظمات لقوافل الاغاثة والاعتماد كليا على شركات النقل التي قد تستغل شعارات الأمم المتحدة لنقل الأسلحة بين المناطق.
وعموما ، يبدو ان العنوان الأساسي للمرحلة الحالية في اليمن هو انعدام التواصل بين التحالف العربي ومنظمات الامم المتحدة .
في سياق ذلك ، ترى الحكومة الشرعية في عدن ان ممثل الامم المتحدة المقيم لا يتواصل ولا ينسق معها باي شكل من الأشكال.ومن هنا وجدت لدى الحكومة الشرعية ومعها التحالف العربي قناعة راسخة مفادها ان الممثل الاممي يتلقى معلوماته ،بحكم وجوده في صنعاء، فقط من مؤسسات المجتمع المدني فيها، وهو ما يؤثر على عملية تقييمه للاوضاع نظرا لاستماعه فقط لتلك المؤسسات ، وعدم تعاونه مع مؤسسات المجتمع المدني في مناطق الحكومة الشرعية ،وبالتالي ستكون المصادر والاستنتاجات والمعلومات غير محايدة.