الأخبارخارج الحدودمستجدات

بعد اختطافه من طرف المخابرات الجزائرية.. مطالب دولية بإطلاق سراح بوعلام صنصال

الخط :
إستمع للمقال

أثار اختطاف الكاتب والروائي الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال من طرف مخابرات نظام العسكر الجزائري فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة يوم 16 نونبر 2024، حيث منذ ذلك الحين يُعتقد أنه محتجز لدى المديرية العامة للأمن الداخلي، إلا أن مصادر إعلامية وصحفية أشارت إلى أنه محتجز لدى جهاز المخابرات الجزائري (DGSI) ويخضع لتحقيقات بتهمة “المساس بوحدة التراب الوطني”، وهو نفسه ما أكده محامون ونشطاء حقوقيون.

إلى جانب ذلك، كشف الصحفي الجزائري المعارض عبدو السمّار، عبر بودكاست على قناته بمنصة “يوتيوب”، أن اعتقال صنصال جاء بأمر مباشر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يرى في الكاتب عنصرا داعما لـ”الصهيونية والمخزن المغربي”. مضيفا، أنه سيتم عرض صنصال على القضاء يوم الأحد المقبل، حيث ستُوجه له تهم تتعلق بتصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلا واسعا.

إذ يُشار إلى أن تلك التصريحات جاءت خلال مقابلة مع منصة فرنسية تناول فيها مسائل الحدود الجزائرية-المغربية، مبرزا رؤيته لتاريخ المناطق الحدودية، وهو ما اعتبرته السلطات الجزائرية تجاوزًا لخطوط حمراء، حيث أكد سمّار أن هذه القضية تُستخدم كوسيلة ضغط على فرنسا، خاصة في ظل التوتر الدبلوماسي بين البلدين، نتيجة دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لموقف المغرب بشأن الصحراء المغربية.

صنصال، المعروف بمواقفه الجريئة المنتقدة للنظام الجزائري والتطرف الديني، أثار جدلا كبيرا في أكتوبر الماضي بعد تصريحات أدلى بها لقناة “Frontières” على منصة “يوتيوب”. تحدث خلالها عن التاريخ الحدودي بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن مناطق غرب الجزائر، مثل تلمسان ووهران، كانت جزءا من المغرب قبل الحقبة الاستعمارية الفرنسية، حيث أن هذه التصريحات اعتُبرت تجاوزا لخطوط حمراء لدى السلطات الجزائرية، وفقا لصحيفة “Le Monde”.

وفي هذا الصدد، لم تتأخر ردود الفعل الدولية تفاعلا مع الواقعة، حيث أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر بيان صادر عن الإليزيه عن “قلقه الشديد” إزاء اعتقال صنصال، مشددًا على التزام فرنسا بالدفاع عن حرية التعبير وحماية المثقفين مؤكدا أن “أجهزة الدولة الفرنسية تعمل على توضيح ملابسات القضية”. ومن جانبها، أطلقت منصة “Change.org” عريضة تطالب بالإفراج الفوري عن الكاتب، مشيرة إلى أن “الحكومة الفرنسية يجب أن تتحرك لدعم صنصال وحمايته”.

وعلى الصعيد المحلي، أثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية بالجزائر، حيث انتقد الصحفي عبد الكريم زغيليش الاعتقال، لكنه حذف منشوراته لاحقا مشيرا إلى “حساسية السيادة الوطنية”، أما حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” (RCD)، فقد اعتبر الاعتقال انتهاكا صارخا لحرية التعبير والتنقل، محذرا من تصاعد القمع السياسي في البلاد.

وشهدت القضية زخما إعلاميا واسعا في فرنسا، حيث خصصت العديد من الصحف والمجلات تغطيات مكثفة، منددة باعتقال الكاتب. صحيفة “Le Monde” وصفت الواقعة بأنها “دليل على تشدد السلطات الجزائرية تجاه حرية التعبير”، فيما خصصت صحيفة “Le Figaro” خمس مقالات لتغطية الموضوع، بينما نشرت “Le Point” مقابلات مع شخصيات بارزة مثل الكاتب كمال داوود والطبيب النفسي بوريس سيرولنيك، الذين أشادوا بشجاعة صنصال في مواجهة النظام الجزائري، كما وصفت صحيفة “Causeur” الاعتقال بأنه “استعراض للديكتاتورية”.

وفي مقابلة على قناة “CNews” حول اختفاء الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، عبّر روبرت مينار، رئيس بلدية سابق وصحفي معروف بمواقفه المثيرة للجدل، عن رأيه بأن “السلطات الجزائرية لديها جميع الأسباب للانتقام من الحكومة الفرنسية بسبب موقفها من المغرب”. كما دعا الكاتب المغربي الفرنسي، الطاهر بن جلون، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “العمل على من أجل الإفراج عن بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر، وفق ما نقلته صحيفة “Le Point” .

هذا وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين الجزائر وفرنسا، خصوصا بعد إعلان ماكرون عن دعم سيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو ما اعتبرته الجزائر تحديا لموقفها التاريخي.

ويجدر بالإشارة بأن بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، يعد من أبرز الأصوات النقدية في الجزائر، إذ حقق شهرة واسعة بروايته “2084: نهاية العالم”، التي حصلت على جائزة الأكاديمية الفرنسية عام 2015. وفي 2022، نال جائزة “المتوسط” عن روايته “إبراهيم أو العهد الخامس”، حيث رغم مواقفه المثيرة للجدل، كان دائم السفر بين الجزائر وفرنسا، إذ حصل مؤخرًا على الجنسية الفرنسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى