خاصية المقاتلين المغاربة في صفوف التنظيمات الإرهابية، في الخارج تحديدا، تكمن في كونهم يتوزعون بين مختلف الجبهات. وتشير المعطيات التي تم تجميعها بشأن المجموعات المغربية إلى أنهم يتوزعون بين خمسة تنظيمات/ جماعات في العراق وسوريا وفي الساحل الإفريقي، ويتعلق الأمر بـ”داعش” و”جبهة النصرة” و”فتح الشام” و”شام الإسلام” ثم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
واستنادا إلى هذه المعطيات، فإن التهديدات الأمنية المستقبلية تمثلها عودة المقاتلين الجهاديين الأجانب من بؤر التوتر، وتكوين خلايا إرهابية نائمة والإعداد لتنفيذ عمليات نوعية في المغرب، وصولا إلى تجنيد متطوعين آخرين في شكل ذئاب منفردة أو “قطيع ذئاب” يتولون التنفيذ.
بالمقابل، تتسم شخصية المقاتل المغربي في بؤر التوتر بأربع خصائص: أولا، مستوى ثقافي واجتماعي متوسط. ثانيا، غالبيتهم عاطلون عن العمل ويمارسون مهنا غير قارة. ثالثا، الأغلبية ذات تكوين ديني وعقائدي محدود وضعيف. ثم رابعا، الفئة العمرية لهؤلاء تتراوح بين 20 سنة و45 سنة، كما أن بعضهم سافر رفقة عائلته وأطفاله إلى جبهة القتال.
بالأرقام الصادرة عن الأجهزة الأمنية بالمغرب، فإن ما يقارب 1600 مغربي توجهوا إلى جبهات القتال في سوريا والعراق، منذ اندلاع المواجهات بهذه البؤر، لقي 553 شخصا منهم مصرعهم.
داخليا بلغ عدد الخلايا المفككة منذ إحداث “البسيج” سنة 2015، ما يقارب 49 خلية إرهابية، منها 44 خلية مرتبطة بتنظيم “داعش”، وقد توزعت الخلايا بين 21 خلية سنة 2015، ونحو 19 خلية سنة 2016، وصولا إلى تسع خلايا برسم سنة 2017، بإجمالي بلغ 739 شخصا. وتبقى هذه الأرقام مرتفعة تعكس منسوب الخطر الذي يتهدد البلاد، ذلك أن أعمال الأجهزة الأمنية جنبت البلاد خطر تنفيذ أكثر من 341 مشروع عمل إرهابي.
تفيد هذه المعطيات، أن الخطر الإرهابي لايزال قائما، بالنظر إلى التهديدات المستقبلية التي يشكلها العائدون من بؤر التوتر، وإذا كانت الدولة تتصدى لهم وفق مقاربة عقابية، فإنها بالموازاة مع ذلك دشنت مراجعات فقهية لإعادة تدبير الفكر “الجهادي” لدى المتطرفين.