خصص القيادي بحزب “العدالة والتنمية” عبد اللطيف بروحو مقالا مطولا فند فيه كل أقاويل وتحليلات مريدي بن كيران الذين تحدثوا مؤخرا عن إمكانية رفع تعديل ولايات الأمين العام إلى أشغال المؤتمر الثامن للحزب، في أفق السماح بالعهدة الثالثة لبن كيران على رأس الأمانة العامة للحزب، بعدما فشلوا في ذلك خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي.
وكتب بروحو في مقال منشور بموقع الحزب يقول “تابعت عددا من الأفكار التي تناقش إما إمكانية التقدم بمقترحات التعديلات المتعلقة بالنظام الأساسي للحزب أمام المؤتمر الوطني مباشرة من قبل المؤتمرين، أو ضرورة رفع التعديلات التي لم يعتمدها المجلس الوطني لتعرض أيضا على المؤتمر، وقد استغربت لهذه الدعوات التي تتناقض مع أبسط القواعد القانونية المتعلقة بالحق في الإحالة، ولا يمكن أن تصدر عن مبتدئ في دراسته للقانون فبالأحرى أن تصدر عمن يدعي ممارسته”.
وأوضح بروحو أن “اختصاص المؤتمر الوطني واضح وجلي ولا يحتاج لاجتهاد يوضحه، ويتعلق إما بالمصادقة على التعديلات المقترحة على النظام الأساسي فتصبح سارية المفعول بعد استكمال شكلياتها، أو رفض المصادقة عليها وتصبح لاغية وعندها يستمر العمل بالمقتضيات الحالية.. أما تحديد جدول أعمال المؤتمر، وتحديد نوعية المشاريع المعروضة عليه ومضامينها، فيندرج ضمن الاختصاص الحصري للمجلس الوطني، الذي تحدد قوانين الحزب أيضا حق الإحالة عليه بدقة حسب نوع المشروع المعروض أمامه.. وحتى اللجنة التحضيرية نفسها لا تملك حق الإحالة المباشرة للمشاريع على المؤتمر الوطني..”.
وتابع بروحو “نطوق النظامين الأساسي والداخلي.. واللائحة الداخلية للمجلس الوطني تؤكد هذا الأمر.. بشكل واضح لا لُبْس فيه. والمؤتمر الوطني يصادق أو يرفض المصادقة على التعديلات المرفوعة إليه من قبل المجلس الوطني الذي يمتلك حق الإحالة الحصرية عليه. ولا يتم بالتالي فتح أي نقاش أو تعديلات على المقترحات المقدمة نفسها.. كما لا يحق بناء على ذلك فسح المجال لاقتراح تعديلات أخرى من أية جهة كانت، وإلا لنص عليها النظامان الأساسي والداخلي، ولتم بموجبها تنظيم المؤتمر الوطني في مجال زمني قد يمتد لأسابيع أو أشهر وليس لأيام”.
وأضاف “محطة المؤتمر الوطني يجب أن تكون مجال تآلف قلوب الإخوة ونبذ الخلافات، ومعالجة الجروح التي ألمّت بجسم الحزب خلال الشهور الأخيرة، كما يتعين أن ترسخ وحدة الصف داخل الحزب وتقويته واختيار قيادة الحزب للمرحلة المقبلة والالتفاف حولها. أما محاولة إدخال المؤتمر في متاهات فارغة ونقاش غير مؤسس قانونيا وسياسيا ومنطقيا ففيها إجهاز على ما تبقى من قوة الحزب ووحدة صفه والتحام أعضائه”.