برنارد لوغان: الجزائر تدين بحدودها الحالية لفرنسا على حساب المغرب
أعاد المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان إثارة الجدل بعد نشره مقالا بتاريخ 28 يناير 2025 على موقع “لو360″، كشف فيه عن حقائق تاريخية تؤكد أن الحدود الحالية للجزائر تم رسمها بقرارات استعمارية فرنسية كانت على حساب الأراضي المغربية، وأشار إلى أن الجزائر، التي لا تزال تهاجم فرنسا سياسيا وإعلاميا، مدينة لها باسمها وحدودها التي تشكلت نتيجة اقتطاعات استهدفت المغرب.
لوغان أوضح أن الحدود الجزائرية الحالية لم تكن لتوجد لولا التدخل الفرنسي الذي استغل ظروف المنطقة لتوسيع المستعمرة الجزائرية، ففي منتصف القرن التاسع عشر، مهدت معاهدتا طنجة ولالة مغنية الطريق لفرنسا كي تبدأ بتوسيع نفوذها نحو مناطق مغربية، مثل تندوف، التي كانت خاضعة للإدارة المغربية وسلطة خليفة تافيلالت.
وفي سياق آخر، لفت لوغان إلى أن فرنسا واصلت في نهاية القرن التاسع عشر التمدد جنوبا نحو مناطق الساورة، توات، وقورارة، رغم طلب قبائل مغربية الحماية من السلطان المغربي، وهذا التوسع الفرنسي كان مدعوما باتفاقيات سرية مع بريطانيا، مما ساهم في اقتطاع هذه الأراضي وضمها لاحقا إلى الجزائر الفرنسية.
كما أشار إلى أن اتفاقيات دولية بين فرنسا وبريطانيا عام 1900 وأخرى عام 1903 سهلت لفرنسا السيطرة على أراض مغربية إضافية، مثل بشار ووادي الساورة، وهذه الاتفاقيات، التي أبرمت باسم مشاريع استراتيجية مثل إنشاء السكة الحديدية، كانت خطوة إضافية في عملية توسع المستعمرة الجزائرية على حساب الأراضي المغربية.
أما عند استقلال الجزائر في عام 1962، يضيف لوغان، فقد استغلت فرنسا تلك اللحظة لترسيم الحدود النهائية لصالح الجزائر، مما منحها السيطرة على مساحات شاسعة من الصحراء المغربية، هذا الترسيم لم يستند إلى أي أسس تاريخية أو شرعية قانونية، بل كان جزءا من الإرث الاستعماري الذي خلق حالة من التوتر الدائم بين المغرب والجزائر.
التوترات الحالية بين الجزائر وفرنسا، وفقا للوغان، تعكس تناقضا واضحا، فبينما تهاجم الجزائر فرنسا بشكل مستمر، يظهر التاريخ أنها مدينة لفرنسا بحدودها الحالية، وهذا التناقض بدأ يثير استياء الرأي العام الفرنسي، الذي بات ضاق ذرعا بالانتقادات الجزائرية المتكررة رغم دعم فرنسا التاريخي للجزائر.
وأعاد لوغان التأكيد على أن المغرب كان الضحية الأكبر لقرارات فرنسا الاستعمارية، موضحا أن الوثائق التاريخية، مثل الظهائر السلطانية، تثبت أن مناطق مثل تندوف وبشار كانت تحت السيادة المغربية قبل أن يتم ضمها إلى الجزائر.
وخلص المؤرخ الفرنسي في مقاله بالإشارة إلى أن الدفاع الجزائري المستميت عن هذه الحدود المصطنعة لن يغير الحقائق التاريخية، فالعلاقات بين المغرب والجزائر ستظل متوترة ما دامت الجزائر ترفض الاعتراف بالمظالم التي تعرض لها المغرب بسبب السياسات الاستعمارية الفرنسية.