الأخبارسياسةمستجدات

براوي لـ”برلمان.كوم”: إيران توظف “البوليساريو” لزعزعة استقرار شمال إفريقيا والمغرب كان سباقا لإعلان ذلك

الخط :
إستمع للمقال

كشفت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أن إيران تعمل على مد نفوذها في شمال إفريقيا عبر الدعم العسكري لجبهة البوليساريو عن طريق سفارتها في الجزائر.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين أظهرت أن طهران تعمل على توسيع نفوذها منذ عدة سنوات، عبر شبكة عالمية من الميليشيات تدعمها بالسلاح والمال والتدريب لتستغلها لصالحها ضد الغرب ككل والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.

وأضاف التقرير أن هذه الشبكة امتدت إلى جبهة “البوليساريو” التي تعتبر أبرز مثال على نهج طهران التوسعي، وهي مشروع انفصالي في الصحراء المغربية تتمركز في مخيمات تندوف جنوب الجزائر وتحظى بدعم كبير من نظام العسكر الحاكم في الجزائر.

سعي لزعزعة الاستقرار

وتعليقا على الموضوع؛ أكد جمال براوي، الإعلامي والمحلل السياسي، في تصريح لـ”برلمان.كوم“، أن “إيران تحاول خلق أدوات لها وزرع فصائلها في مجموعة من المناطق بهدف أساسي تسعى دوما إليه، وهو زعزعة استقرار شمال إفريقيا وتحقيق اللااستقرار فيه”.

كما اعتبر المحلل السياسي “أن هذا الاعتراف الدولي هو في صالح المغرب”، إذ يؤكد صحة أطروحته التي أعلن عنها سابقا بشأن تورط إيران في دعم “البوليساريو” عبر تزويدها بالأسلحة وتدريبها. و”زد عليه أن المغرب شفاف: لديه دبلوماسية شفافة وأمن يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه القضايا حتى يحفظ مصالحه ومصالح المنطقة ككل”.

وفيما يخص ارتباط البوليساريو والجزائر بإيران؛ فأبرز براوي أن “هذا ثابت ولكن عندما كان يقوله المغرب ويعلنه لم يكن أحد يصدقه ويعتبرون بأنها مجرد اتهامات.. والحقيقة أن إيران تحاول الدخول إلى شمال إفريقيا- وهذا ما تساعدها عليه الجزائر- لكي تزعزع الاستقرار، فهي لا تهمها قضية الصحراء المغربية أو غيرها؛ ما يهمها هو خلق نوع من عدم الاستقرار”.

مجبرون على تحمل “غباء” الجارة

وأشار براوي إلى أن “إيران تساعد البوليساريو على أرض جزائرية، لأن البوليساريو هي ليست في السماء بل هي مستقرة على أرض جزائرية وهي منطقة تندوف بالحدود الجزائرية، وبالتالي فالجزائر هي التي بيدها إدخال إيران لشمال إفريقيا”.

وأبرز الإعلامي أن إيران أغرت الجزائر بأن لديها الجيش لكي تساعدها؛ لكنها في الواقع تساعد اللااستقرار، و”الجزائريون يرتكبون حماقة بإدخالهم عاملا آخر لعدم استقرار المنطقة في الوقت الذي هم يشهدون ما يقع تحتهم في منطقة الساحل من زعزعة”.

وقال براوي: “لكن نحن قَدَرُنا أنه لدينا هذه الجارة التي لا تفهم في الأبعاد الاستراتيجية ولا تعرف كيفية حفظ لا مصالح بلادها أو جيرانها..”، مضيفا: “أتمنى أن تفهم الجزائر بأنها بهذا تخوض في حفر استقرارها هي أيضا والمنطقة ككل”.

فتنة لصرف الانتباه

وشدد المحلل السياسي على أنه “على البلدان العربية أن تفهم بأن إيران هي عدو- بغض النظر عن الصراع الديني وما إلى ذلك- لكنها عدوة لأنها تريد استعمال مجموعة من الحركات إما الإرهابية أو غيرها -فتوظف مثلا الحوثيين وغيرهم- لزعزعة الاستقرار في عدد من البلدان التي تنشط فيها هذه الحركات والفصائل لخلق مناطق للصراع”.

وفي ذات السياق؛ أوضح المتحدث أن الهدف الرئيسي والدافع الأول خلف هذا السعي الإيراني لزعزعة استقرار مختلف المناطق بما فيها شمال إفريقيا يتجلى أساسا في “شغل المنظومة الدولية وصرف انتباهها عنها لكي يتسنى لها أن تعمل على صنع القنبلة النووية” بعيدا عن مرأى المنتظم الدولي الذي يمنعها من ذلك.

من “البوليساريو” إلى “القاعدة” عبر إيران

وفي سياق متصل؛ أشار براوي إلى أن “هناك واقعة أخرى تصب في هذا السياق، فأنا أتذكر بأنه في 2006 كان هناك تقرير أصدرته دولة التشيك- التي هي دولة بعيدة عن المغرب- كشف أنه بعد الفياضانات التي عرفتها مخيمات تندوف حينها؛ جاءت إيران وأخذت أفرادا من هناك (من البوليساريو) معها وضمتهم لتنظيم القاعدة. واليوم المغرب تفاجأ بأن مجموعة من الناس الذين ذهبوا مع إيران أصبحوا اليوم قياديين في تنظيم القاعدة”.

وعبَّر المتحدث أنه “وللأسف الشديد سنبقى ننتظر حتى يمر الوقت لتُثبت الأحداث بعدها بأن هناك خطرا من توغل إيران وأنها تستغل البوليساريو لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا”. مشددا على أن “الواقع يؤكد أن البوليساريو تشكل خطرا فعليا على هذا الاستقرار وعلى المنطقة ككل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى