“أُحب هذا النوع من الكتابات، ويعجبني أسامة مسلم، وبفضله أصبحت أحب القراءة”، هكذا تحدثت “نرجس” لـ”برلمان.كوم”، بعد الحدث الكبير الذي شهده المعرض الدولي للكتاب والنشر في أعقاب حضور الكاتب السعودي للمعرض من أجل توقيع رواياته لمُعجبيه وقرائه المغاربة الذين حجوا إليه من مختلف مُدن المملكة المغربية.
من هو أسامة مسلم؟
روائي سعودي، من مواليد مدينة الأحساء في 5 مارس 1977، عاش طفولته في الولايات المتحدة الأمريكية ثم عاد إلى مدينته حيث درس في مدارسها، وفي المرحلة الجامعية درس الأدب الإنجليزي بجامعة الملك فيصل في الأحساء، ويعمل حالياً محاضر في الكلية التقنية بالأحساء.
بدأ الكتابة منذ الصغر كهواية، ولم تكن كتابته احترافية بقدر ماهي متعة في بناء عوالم خاصة يُحبها ويهرب إليها، حسب تعبيره.
لمع مسلم كروائي فنتازي، يطرق أبواب عوالم غريبة وغيبية مليئة بالجن والمخلوقات العجيبة، كما يوظف أسماء شخصيات تجعل المتلقي يقف مذهولا أمامها، ويندمج مع الأحداث التي تعيشها في انفصال تام عن الواقع.
ويقول الروائي السعودي “أنا أعشق هذا المجال ومنذ الطفولة وأنا أحب أن أصنع وأختلق عوالم خيالية خاصة بي، فوجدت من كتابة الرواية الفانتازية متنفس جميل، أخرج فيه ما أملك من خيال وأفكار عن عوالم من صنعي أو عوالم موجودة وتحويلها لشيء فانتازي”.
هروب إلى عوالم أخرى
“نرجس”، فتاة لم تطرق باب العشرين من عمرها بعد، تقف رفقة رفيقاتها وهي مَزهُوَّة بروايتها الموقعة بقلم الكاتب السعودي، “أنا اليوم حققت حلمي”، تضيف في حديثها لـ“برلمان.كوم” “أنا لم أقرأ سابقا لأي كاتب آخر، ولا أعرف كتابا غير أسامة مسلم، لحد الساعة أنا مُنشغلة به، وكلما أقرأ رواية له أبحث عن رواية أخرى وأنتظر إصداره الجديد، وقد أتيت اليوم لألتقي به مجددا بعد توقف حفل التوقيع لأسباب أمنية يوم السبت”.
عبرت “نرجس” التي تدرس في السنة الثانية بكالوريا بمدينة القنيطرة شعبة علوم الحياة والأرض، عن إعجابها الكبير بالأسلوب الذي ينهجه الروائي في سرد الأحداث، وقالت “التشويق الذي يجعلك تعيش فيه غير مُتصور، والنهايات عنده غير مُتوقعة، لا أعلم من أين يأتي بذلك”.
ويتميز أسامة مسلم الذي يتربع حاليا على عرش الفنتازيا والرواية العجائبية في الوطن العربي، بأسلوبه الخاص، الذي يجده القراء سلسا وسهلا وغير معقد وبسيط، ويستطيع من خلاله القارئ أن يقرأ دون تعقيدات ودون تفكير أو مجهود في الاستيعاب، كما أن أغلب القراء الذين يُقبلون على رواياته يلمسون بساطتها.
ولعل هذا الجيل، يُفضل الهروب من التعقيد والواقع المرير والأفكار الكبرى والإديولوجيا والسياسة والصراعات، نحو إبداع خال من الاجتهاد الفكري والنزوح نحو عالم آخر خيوطه عجائبية وخيالية ومُثيرة للدهشة.
صدمة الجمهور المثقف!!
كان خبر التدافع والاغماءات التي عمت المعرض إثر الجماهير الغفيرة التي حجت للقاء الكاتب، خبرا غير عادي بالنسبة لطبقة القراء المهووسين بالإبداعات الأدبية الكبرى وذات القيمة التاريخية والفكرية، حيث عبروا فورا عن جهلهم بمعرفة هذا الكاتب ومن يكون.
واستغرب عدد كبير من رواد القراءة من عدم معرفتهم لمسلم، في حين تعرفه شريحة كبيرة من اليافعين المغاربة، بالتزامن مع الشكوى المتواصلة من ضعف مُعدل القراءة في المغرب.
وأمام هذا المستجد غير المسبوق، طالب مُهتمون بالشأن الثقافي في المغرب بالاهتمام بالجانب التسويقي والإشهاري للأعمال الإبداعية والروائية والفكرية، وذلك ما نجح فيه أسامة مسلم الذي لم يجلس في برجه العاجي، فهذا الجيل يُمكن النفاذ إليه من خلال أساليبه التي يعرفها وهي مواقع التواصل الاجتماعي.
ليست مجرد ظاهرة عابرة!
وفي سياق الحديث عن جدل الروائي أسامة مسلم، أكد الدكتور محمد حبيب أخصائي اجتماعي ونفسي أن حماس هؤلاء الشباب للحضور والانخراط في جلسات التوقيع مع أسامة مسلم، يعكس رغبة ملحة في التواصل المباشر مع صانع الأحلام الذي أعطاهم القوة ليتخيلوا ويحلموا. إنهم يبحثون عن دعم في مواجهة مخاوفهم وفي تحديد مساراتهم، ومن خلال هذه الروايات، يجدون الدافع والإلهام لبناء عالم يسوده الخير والجمال والعدل.
وأضاف ذات المتحدث في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم”، قائلا: “إن إقبال الشباب المغربي اليوم على روايات أسامة مسلم ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو تعبير عن ثقافة جيل يبحث عن معنى أعمق وتأثير أرقى في رحلته نحو التحقق الذاتي والانسجام مع العالم. إنها الدعوة للتفكير والتساؤل، للبحث عن أجوبة في زوايا الكون الخفية وراء العيون المجردة. من خلال الغمر في السرد الفانتازي، يجد هؤلاء الشباب أنفسهم ويشكلون هوياتهم، مستلهمين من الشخصيات التي تتحدى الظروف، تناضل من أجل الخير، وتستعيد الأمل حتى في أحلك الأزمنة.
وقال: إن “الأدب الفانتازي ليس مجرد هروب من الواقع، بل هو إعادة صياغة له، تمكين للشباب ليروا العالم بعيون متجددة، مفعمة بالأمل والإمكانيات. في كل مرة يطوي صفحة من روايات أسامة مسلم، ينقش في ذاكرته قصة شجاعة يمكن أن تترجم إلى واقعه، مهما كان معقداً أو محبطاً”.