في حكومات العالم تنتظر الطبقة السياسية والمجتمعات حصيلة 100 يوما من العمل الحكومي بدأ من يوم عملها بعد انتخابهالتقييم عملها وتحديد توجهاتها الكبرى رغم قِصر هذه المدة الزمنية، والتي يجعل منها الكثير من المراقبين مؤشرًا إلى تقدم أو تأخر العمل الحكومي في أي بلد.
في هذا الصدد قال الباحث في العلوم السياسية، حفيظ الزهري، في تصريح “برلمان.كوم” إن مائة يوم الأولى من عمر حكومة سعد الدين العثماني أثبتت أن حكومته هي حكومة أزمات، حيث لم تعرف أية إنجازات يمكن احتسابها لها، عدا القانون المالي ومجموعة من القوانين والمراسيم الخاصة بالجهات والجماعات المحلية، ومراسيم توزيع القطاعات الحكومية، التي عرفت تداخلا بين العديد منها مما قلل من فاعليتها، مشيرا أن هناك ” غياب استقطاب المزيد من المشاريع والاستثمارات الكبرى، وذلك راجع بالأساس لانشغال الحكومة بتطورات احتجاجات الحسيمة التي أصبحت ذات الأولوية”.
أما على المستوى السياسي، فشدد الزهري على أن ” الحكومة لا تعرف تجانسا لتعدد القطاعات والأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، وهذا ما اتضح من خلال محاولات معالجتها لاحتجاجات الحسيمة، حيث أبانت تصريحات العديد من القياديين الحزبيين والوزراء أن الحكومة ليست على قلب واحد”.
واعتبر الزهري أن ” حكومة سعد الدين العثماني ركزت على معالجة الأزمات عوض تنزيل برنامجها، وهذا ما أضاع مائة يوم من ولايتها دون حديث يذكر عن إنجازاتها، وبالتالي فإن الحكومة فشلت في تنزيل وعودها فيما يخص المائة يوم الأولى لها، والتي لا يمكن أن يختلف اثنان حول بياضها”.
