الأخبارسياسةمستجدات

باحثون ومحللون سياسيون يسلطون الضوء على أبعاد ورسائل الخطاب الملكي الأخير بالرياض

الخط :
إستمع للمقال

تفاعل عدد كبير من الخبراء والأساتذة والمحللين السياسيين المغاربة، مع خطاب الملك محمد السادس الأربعاء الماضي بالرياض، خلال أشغال القمة المغربية الخليجية، التي احتضنتها المملكة العربية السعودية، مسلطين الضوء على أبعاد وحيثيات هذا الخطاب التاريخي.

وأبرز محللون سياسيون وخبراء في تصريحات استقتها (ومع) أن القمة المغربية الخليجية شكلت مناسبة للتأكيد على متانة الروابط المغربية الخليجية، والأرضية المشتركة بين الجانبين، وأعادت إلى الواجهة موقف مجلس التعاون الخليجي الداعم منذ القدم لسيادة المغرب وجهوده لاستتباب الامن، والدفع بعجلة التنمية في المنطقة.

وفي هذا الاطار، قال أستاذ العلاقات الدولية منصف الحداد إن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بالرياض، يجسد العلاقة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بدول الخليج العربي ويعكس السعي المشترك للطرفين لجعل المنطقة العربية فضاء أمن واستقرار وازدهار مستدام .

وأوضح الاستاذ بجامعة عبد المالك السعدي، أن منطق العلاقات التاريخية، التي تجمع المغرب ودول الخليج العربي، لا تحكمها، كما أبرز ذلك خطاب الملك بجلاء، العلاقات الظرفية ضيقة المصالح، بقدر ما تتجاوز ذلك الى مستوى راقي ونموذجي وحكيم، وهي تعطي المثال على أن الوحدة العربية مبدأ لا يقبل المقايضة والمساومات السياسوية التي محتها ذاكرة الشعوب المتقدمة منذ زمن بعيد.

من جهته قال إدريس لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن اللغة المباشرة والصريحة التي طبعت خطاب الملك أمام القمة المغربية -الخليجية بالرياض، تعبير واضح عن الوعي بجدية وخطورة ما يواجه المنطقة العربية من تحديات تتطلب قدرا كبيرا من اليقظة والتنسيق والتعاون.

وأضاف الاستاذ الجامعي، أن ما يزيد من حدة هذه التحديات “تدهور النظام الإقليمي العربي الذي تجسده جامعة الدول العربية التي لم تعد قادرة على اتخاذ مواقف ومبادرات في مستوى تحديات المرحلة”، معزيا أسباب ذلك؛ من جهة أولى إلى انشغال العديد من دول المنطقة بمشاكلها الداخلية المختلفة، ومن جهة ثانية إلى تباين مواقفها تجاه الكثير من القضايا العربية والدولية الراهنة، ومن جهة ثالثة إلى استئثار عدد من القوى الإقليمية والدولية بملء هذا الفراغ و”لعب أدوار ملتبسة ومنحرفة، وذلك بما يحقق أغراضا ضيقة بأساليب مقيتة قد تصل إلى حد إذكاء نار الطائفية وتشجيع الانقسام والتجزئة وتهديد سيادة الدول في منطقة غنية بمكوناتها الثقافية والاجتماعية”.

ومن جانبه أكد رئيس شعبة القانون الخاص بالكلية المتعددة التخصصات ببني ملال التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان نعيم سبيك، أن الخطاب الملكي جاء في سياق تاريخي جد دقيق حيث يواجه المغرب نفس التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يستدعي توافقا في الرؤى والاستراتيجيات تروم مشاركة عملية تدعم بقوة العلاقة التاريخية التي تربط المملكة بدول الخليج وفق مصالح الأمة العربية.

وأكد ذات المتحدث أن خطاب الملك أمام القمة المغربية -الخليجية بالرياض هو بمثابة تنزيل لأسس وقواعد وحدة عربية مشتركة لمواجهة كل التهديدات والمخاطر التي تتربص بأمن هذه الدول وبمواطنيها.

أما محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، فأكد أن الخطاب الملكي أمام القمة الخليجية بالرياض، أثار الانتباه “إلى جيل جديد من السياسات العدوانية التي تستهدف دوام واستمرارية الدول العربية”.

وأوضح الغالي أن “هذا الجيل الجديد من السياسات العدوانية يقوم على إثارة الفتن السياسية والقلاقل الاجتماعية، أو عبر أسلوب الابتزاز المعتمد من خلال التهديدات التي تطال الوحدة الترابية كما هو الشأن بالنسبة للابتزاز الذي تعرضت له المملكة مؤخرا على يد الأمين العام للأمم المتحدة، كمؤشر حقيقي على الأيادي الخفية التي أصبحت تخلط الأوراق ولا تكترث بأهمية التضامن الدولي في مجال تأسيس وضمان دوام السلم والأمن وحفظهما”.

ومن جهته اعتبر الباحث في مجال الدراسات الاعلامية والتواصلية عبد السلام الاندلسي أن المنحى الذي يتبناه المغرب ودول الخليج العربي هو عين العقل ، وهو المسار الذي يجب أن تسير الدول العربية جمعاء عليه ،شريطة أن تسعى بعض الدول العربية الى وضع حد لأنانيتها السياسية المفرطة ومفاهيمها الماضوية وعملها المستتر والمعلن لاستهداف السيادة الوطنية لاشقائها، مشيرا الى أن التاريخ لن يذكر الا المبادرات الحكيمة والنبيلة التي تعد العلاقات المغربية الخليجية خير مثال لها .

ومن جانبه أكد المحلل السياسي مصطفى طوسا أن خطاب الملك محمد السادس خلال القمة الخليجية- المغربية بالرياض، كان الاكثر مباشرة وشمولية، من بين الخطب الملكية بشأن العلاقات مع العالم العربي، كما يلخص توجه وسياسة المغرب في هذا المجال.

وأضاف طوسا في مقال تحليلي نشر  بالموقع الاخباري الفرنسي (أطلس أنفو) أن من بين الجمل القوية في الخطاب تلك التي أكد فيها الملك محمد السادس باقتناع كبير أن “أمن واستقرار دول الخليج العربي، من أمن المغرب، ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم “.

وقال إن هذا الموقف اكتسب رجاحة أكثر، عندما وصف الملك محمد السادس التهديدات والقوى المتآمرة، المنبثقة عن تحالفات جديدة، تحاول المس بالمغرب وبحلفائه في منطقة الخليج، وزعزعة استقرارها وزرع الفوضى.

 

 

 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى