الأخباربيئة وعلوممستجدات

الويفي… بين متعة المواكبة وخطر اختراق الحياة الخاصة

الخط :
إستمع للمقال

يقضي سكان المدن كل لحظة من كل يوم تقريًبا غارقين في إشارات «الويفي». وتنشر الشوارع، والشركات، والمباني الإدارية الإشارات السلكية في كل اتجاه ممكن لصالح الهواتف، وأجهزة الكومبيوتر اللوحي (تابلت)، والكومبيوترات المحمولة، وغيرها من الأجهزة ذات الصلة.

عندما تتصل هذه الأجهزة بجهاز توجيه الإشارة router، ترسل طلبات للحصول على المعلومات مثل: توقعات الطقس، وآخر الأخبار الرياضية، ومقالات الأخبار. وفي المقابل، تستقبل الأجهزة تلك البيانات، وكل ذلك عبر الأجواء. وأثناء الاتصال مع الأجهزة، يقوم جهاز التوجيه أيًضا بجمع المعلومات حول كيفية انتقال الإشارات عبر الأجواء، وما إذا كانت تتعرض للتعطيل أو العقبات أو التدخلات. ومن خلال تلك البيانات،يمكن لجهاز التوجيه تنفيذ بعض التعديلات للاتصال بصورة أكثر موثوقية مع الأجهزة المتصل بها.

ولكن يمكن استخدام جهاز التوجيه أيًضا في مراقبة البشر ­ وبطريقة مفصلة مثيرة للاستغراب والدهشة.

أثناء انتقال الناس مع إشارة «الويفي»، فإن أجسادهم تؤثر عليه، وتستوعب بعض الموجات وتعكس موجات أخرى في اتجاهات مختلفة. ومن خلال تحليل الطرق الصحيحة التي يتم بها تبديل إشارة «الويفي»، عندما يتحرك الإنسان خلالها، يمكن للباحثين «رؤية» ما يكتبه شخص ما بأصبعه في الهواء، وتحديد شخص معين من خلال الطريقة التي يمشي بها، وحتى قراءة شفاه الشخص بدقة مذهلة ­ وفي بعض الحالات حتى إذا كان جهاز التوجيه ليس موجوًدا في الغرفة نفسها التي يقوم فيها الشخص بهذه التصرفات.

ركزت كثير من التجارب الأخيرة على استخدام إشارات «الويفي» في تحديد الأشخاص، إما على أساس شكل الجسم أو الطريقة المعينة التي يتحرك بها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت مجموعة في أرشيف إنترنتي للأبحاث العلمية، تحدثت عن نظام يمكنه، وعلى وجه الدقة، التعرف على الأشخاص من الباحثين في علوم الكومبيوتر من جامعة نورث ويسترن للفنون التطبيقية في الصين ورقة بحثية للنشر أثناء مشيهم عبر أحد الأبواب في تسع من أصل عشر مرات.

إلا أنه يجب تدريب النظام أولا، إذ يجب عليه معرفة أشكال أجسام الأشخاص حتى يمكنه التعرف عليها في وقت لاحق. وبعد تذّكر أشكال أجسام الأشخاص، يراقب النظام، الذي أطلق الباحثون عليه اسم «فري سينس» FreeSense، الأشخاص أثناء عبورهم خط الرؤية. ثم يخبر الباحثون النظام أن الشخص العابر
التالي لخط الرؤية سوف يكون شخًصا من اثنين، ويمكن للنظام تحديد أي الشخصين هو الصحيح بنسبة دقة تصل إلى 95 في المائة. أما إذا ما تخير النظام بين ستة أشخاص، فإنه يحدد الشخص الصحيح بنسبة 89 في المائة.

هذا السبق العلمي المثير، على الرغم من تحقيقه لفائدة علمية هائلة تتعلق بالابتكار والقدرة على سبر أغوار أعمق في التقنيات الحديثة والإمكانات المتاحة والرفاهية في أبهى تجلياتها، إلا أنه يشكل هالة مظلمة منسوجة من الخوف حول كيفية استعمال الحكومات أو جهات عديدة لهذه المكاسب العلمية، خصوصا في مجال التجسس.

المصدر: برلمان- الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى